أثار القصف الإسرائيلي الذي طال اليوم الخميس كنيسة العائلة المقدسة، الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة، موجة غضب واستنكار واسع في الأوساط المسيحية حول العالم، بعد أن أدى الهجوم إلى إصابة عدد من المدنيين والمصلين، بينهم الأب غابرييل رومانيلي راعي الكنيسة، وأربعة آخرون وصفت حالاتهم بالحرجة.
وأكدت بطريركية اللاتين في القدس أن الكنيسة تعرّضت لقصف مباشر من دبابة إسرائيلية، وفقًا لما صرّح به الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، الذي عبّر عن قلقه على سلامة المجتمع المسيحي المحاصر في القطاع، متسائلًا: "إذا لم تعد الكنائس آمنة، فأين يجد الأبرياء ملاذًا؟"
ورغم إصدار الجيش الإسرائيلي بيانًا مقتضبًا أقرّ فيه بوقوع الهجوم وأعلن فتح تحقيق داخلي، فإن الاعتراف لم يخفف من حدة الاستياء المتصاعد، خاصة بعد تداول صور أظهرت حجم الدمار الذي لحق بالمكان المقدس، وإن بقي الصليب المعلّق فوقه شاهدًا على الصمود.
رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، وصفت القصف بأنه "انتهاك فج وغير مبرر لمكان عبادة ومجتمع مدني"، فيما اعتبر وزير الخارجية أنطونيو تاجاني ما حدث "جريمة تستهدف الضمير المسيحي العالمي"، مطالبًا بوقف فوري للعمليات العسكرية.
وقد استنكرت كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية في غزة هذا الاعتداء، ودعت في بيان إلى الصلاة من أجل المصابين، محذرة من أن المجتمع المسيحي في القطاع "يُستهدف بلا هوادة في ظل صمت دولي مخزٍ".
وفيما اكتفت إسرائيل بالإعراب عن "الأسف" عبر وزارة خارجيتها، يرى مراقبون أن هذه الحادثة تضع الحكومة الإسرائيلية في مواجهة مباشرة مع الكنائس والمؤسسات المسيحية العالمية، التي بدأت تعبّر بشكل صريح عن غضبها حيال ما وصفته بـ"الاستهانة الإسرائيلية بالمقدسات وكرامة الإنسان".