في زحمة الأضواء وصخب الكلمات، هناك من يختار العمل شهادةً لا تحتاج إلى شهود، وحوارًا يتم بين القلب والواجب.
يوسف حسن العيسوي، ذلك الصوت الهادئ الذي يرنّ في أروقة القرار، هو لغة الوفاء الصامتة التي تترجم رؤية الملك إلى واقع ملموس.
بين ظلال المسؤولية وأعباء الأمانة، يشق طريقه بهدوء وثبات، حاملاً رسالة الولاء والتفاني التي لا تُقال، بل تُعاش.
هو الرجل الذي لا يحتاج إلى منبر ليثبت وجوده، فحضوره ذاته منبر يحمل معاني الثقة والوفاء، وهو من يفهم لغة الملك دون أن تُقال الكلمات.
*لماذا يثق بك الملك يا يوسف العيسوي؟*
لأنك لم تساوم يومًا على أمانة التكليف...لأنك لم تقف في المنتصف، بل كنت دومًا في الصف الأول خلفه، سيفًا في صمته، ودرعًا في حضوره.
لأنك، حين يتكلم الملك عن "البيت الأردني الواحد"، تكون أول من يغلق أبواب الانقسام، ويفتح نوافذ العمل...
يثق بك الملك لأنك لا تفسّر الأوامر الملكية... بل تنفّذها.
لأنك لم تكن موظفًا في الديوان الملكي الهاشمي، بل كنت صوت جلالته في الميدان، وأذنه التي تسمع أنين الناس، وعينه التي ترى ما قد لا يُرى خلف التقارير.
لأنك يا يوسف، لم تتحدث عن الوفاء، بل عشته،
ولأنك لا تلبس الولاء... بل تجسّده.
ولأنك حين ترفع يديك بالدعاء، لا تنسى أن تذكر الملك وولي عهده الأمين، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي يمضي على ذات النهج: قريبًا من الناس، حريصًا على مستقبلهم، حاضرًا في ميادين العمل.
ولأنك لم تنحنِ لا للمنصب، ولا للضوء، ولا حتى لأضواء الواجهة... وظلت يداك تعملان بصمت.... وعيناك تراقبان الملك وهو يتحسس تفاصيل الوجع الأردني... وفمك لا ينطق إلا بما يعين، وخطواتك لا تعرف إلا طريقًا واحدًا: "طريق الولاء للعرش"؟
*يوسف يا ابن الأردن الوفي*
يا من اختار أن يكون جزءًا من مدرسة القيم التي رسّخها الهاشميون...يا من حملت الرسالة الملكية في نهجك، والوصايا الوطنية في مسارك، فمنذ أن كنت شابًا في صفوف القوات المسلحة، وقبل أن تخلع البزة العسكرية، لم تنزع الوطنية من قلبك، بل أصبحت أكثر صلابة، أكثر حضورًا، وأكثر وفاءً.
فأنت رجل لا يعرف الترف في أداء الواجب... ولا المجاملة في أمانة التكليف... ولا يؤمن بأن المنصب وجاهة، بل أمانة.... ولا يفهم "السلطة" إلا كما أرادها الباني الحسين طيب الله ثراه، وكما يعمل بها الملك المعزز عبدالله الثاني: خادمة للناس، راعية للفقراء، ونبضًا للعدالة.
ففي كل مرة يعلن فيها الملك عن مبادرة أو مكرمة، نراك تقف قبل الكاميرا، وبعد القرار، وفي عمق التنفيذ.... نراك لا تتكلم كثيرًا، ولكنك تعمل كثيرًا...لا تطلب شيئًا سوى الدعاء للملك وولي عهده.
*لماذا يشبهك الناس بالقادة الكبار؟*
لأنهم رأوا فيك عزيمة الجنود الذين لا ينامون... رأوا فيك من الحسين الباني طيف الوفاء... ومن عبدالله الثاني عزم البناء... ومن الأردن كل شيء.
يشبهك الناس بضل القائد، لا لأنك تنفذ مبادرات جلالته، بل لأنك تواصلها ... فأنت من ذلك النوع النادر الذي يمرّ دون ضجيج، ولكن لا يُنسى أبدًا.
*لماذا نحبك يا يوسف؟*
لأنك كنت الصادق والمخلص للقائد وجسدت نهجه ونفذت أمره.. جلست إلينا على الأرض.. ولأنك كنت كما يحب الأردني أن يرى المسؤول: ابن الوطن، لا سيدًا عليه.
ولأنك بقيت ذلك الجندي الوفي، رغم تغيّر الرتب والمواقع.. وفيًّا لا يبدّلك المنصب... ثابتًا لا تخلخلّك الظروف... ولأنك أردنيٌّ تعرف أن الوطن ليس حدودًا، بل أرواحٌ وآمالٌ وكرامات.... لأنك اخترت أن تكتب اسمك لا بالحبر، بل بعرق الجباه .
ففي عهدك، ترجمت توجيهات الملك بأن يصبح الديوان الملكي بيتًا لكل أردنيّ.... في نهجك، أصبح العمل تكليفًا لا تشريفًا... في سلوكك، صار السكوت أبلغ من الشعارات.
ببساطة، نحبك لأنك جعلتنا نؤمن أن في هذا الوطن رجالًا ما زالوا أوفياء، وأن خدمة الأردن لا تحتاج إلى ضجيج، بل إلى رجال...
*يوسف العيسوي*
أنت لست مجرد اسم في الدولة، بل ضمير وطني يمشي بيننا.... أنت تجسيدٌ لبصيرة الملك عبدالله الثاني، وعزم الأردنيين.