رغم أن بعض الذكريات تُثقل القلب بألمها، وتخترق الحنين بشيء من الحزن، إلا أن الذكرى الثالثة والعشرين لوفاة شقيقي الفريق أول الركن محمد سلامة الحويان، التي تصادف اليوم الثالث عشر من تموز، لا يمكن أن تمر دون التوقف عند سيرته، والابتهال إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته.
لقد رحل القائد الكبير، رئيس أركان القوات البرية الملكية الأردنية الأسبق، بعد مسيرة مشرفة في صفوف الجيش العربي، كان فيها أحد المؤسسين الأوائل، وساهم بفاعلية في بناء مؤسسة عسكرية ما زالت اليوم ترفع راية الوطن عالياً.
شارك الفقيد في جميع الحروب التي خاضتها المملكة، فكان جندياً شجاعاً، وقائداً ميدانياً من الطراز الرفيع، استحق عن جدارة أعلى الأوسمة الوطنية والشارات العسكرية، التي كانت شاهداً على عطائه وإخلاصه للعرش الهاشمي ولوطنه الحبيب.
لكن محمد الحويان لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان أيضاً ركناً من أركان المجتمع، وصوتاً للحق، وساعياً لوحدة الصف، فحافظ على صلات العشيرة، وكان مرجعاً لكل من عرفه، ناصحاً، متواضعاً، وذا همة لا تلين في سبيل خدمة الناس ورفع الظلم عنهم.
رحل جسداً، لكن ذكراه لا تزال حية، ومكانته راسخة في القلوب، يُدعى له كل يوم بالرحمة، وتُروى مناقبه بفخر وألم.
الفاتحة على روحه الطاهرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.