في زمنٍ يتسابق فيه البعض نحو الأضواء، اختار اللواء المهندس المتقاعد ركان زعل الفلوح الزبن طريقًا مختلفًا، طريق العمل بصمت، والعطاء بلا انتظار، فكان أحد أخلص رجالات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وركنًا ثابتًا في ميادين الهندسة والدفاع والإدارة العسكرية.
منذ التحاقه بصفوف الجيش عام 1977 وحتى تقاعده في 2016، سطّر الزبن أربعة عقود من العمل الدؤوب، نهل خلالها من علوم الهندسة في بريطانيا، وتعمّق بخبراته الميدانية والإدارية من أمريكا إلى أنغولا، مجسدًا بذلك صورة الضابط الأردني المتسلّح بالعلم والانتماء.
تدرج في مواقع قيادية فنية متقدمة، وتخصص في صيانة الأسلحة والآليات والذخائر، وشغل مهام رقابية دولية كمراقب عسكري في بعثة الأمم المتحدة في أنغولا، كما مثّل الأردن في لجان المشتريات الدفاعية، وساهم في تطوير أنظمة التسليح والدعم الفني.
لم تكن مسيرته خالية من التكريم، بل حُفرت بشارات الشرف: وسام الاستقلال، وسام الاستحقاق العسكري، وسام هيئة الأمم المتحدة، وسام الكوكب، شارات الكفاءة بأنواعها، وشارة مئوية الثورة العربية الكبرى، وغيرها من الأوسمة التي لم تزد صاحبها إلا تواضعًا.
واليوم، بعد أن سلّم الراية العسكرية، يواصل اللواء الزبن عطائه في الحياة المدنية، كمدير تنفيذي لشركة الصخرة للخدمات والاستشارات الأمنية"، واضعًا خلاصة تجربته في خدمة الأمن الوطني بأسلوب عصري واحترافي.
ركان زعل هو قصة رجل لا يعرف الظهور إلا عندما يُطلب، ولا يعمل إلا بإتقان، ولا يُذكَر اسمه إلا مقرونًا بالانضباط والوفاء.
هو ابن الجيش الذي لم يخلع بزّته من قلبه، وإن خلعها عن كتفه... رجلٌ سيبقى عنوانًا للولاء والانتماء الأردني الخالص.