الكنانية الرفداوية هدى مخاترة تتوج بلقب
"شاعر جامعة اليرموك" في احتفالية أدبية تجسد وهج الإبداع الطلابي
نيروز- محمد محسن عبيدات
في لوحة شعرية مبهجة أضاءت فضاء جامعة اليرموك،
توّجت الطالبة هدى مخاترة، ابنة لواء بني كنانة – منطقة الرفيد، التابعة لبلدية الكفارات،
بلقب "شاعر جامعة اليرموك" عن قصيدتها اللافتة "الكرسي"، وذلك
خلال الحفل الذي أقيم في رحاب الجامعة، برعاية نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية
الدكتور موسى ربابعة، مندوباً عن رئيس الجامعة.
جاء هذا التتويج في إطار المسابقة الشعرية
السنوية التي ينظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، بالتعاون مع عمادة شؤون
الطلبة وقسم اللغة العربية وآدابها، والتي شهدت هذا العام مشاركة واسعة ضمت نحو 60
طالباً وطالبة من مختلف كليات الجامعة.
وقد عبّر الدكتور ربابعة، في كلمته خلال الحفل،
عن فخر الجامعة بهذه المسابقة التي باتت تشكل تقليداً أدبياً عريقاً في جامعة اليرموك،
معتبراً إياها مساحة حرة للطلبة للتعبير عن ذواتهم، ومرآةً صادقةً لمشاعرهم النبيلة
وتجاربهم الإنسانية العميقة. وأكد أن جامعة اليرموك، التي تتنفس عبق التاريخ وروح الإبداع،
تؤمن بأن الإبداع ليس ترفاً بل ضرورة إنسانية ومقوم أساسي في بناء المجتمعات الراقية،
مشدداً على دعم الجامعة المستمر للمبادرات الثقافية والمسابقات الأدبية.
وعن القصيدة الفائزة "الكرسي"،
أجمعت لجنة التحكيم على تماسكها الفني وجمالياتها اللغوية وعمقها الرمزي، حيث جسّدت
هدى مخاترة من خلالها قدرة استثنائية على توظيف الصورة الشعرية والإيقاع بطريقة تعكس
نضوجاً فكرياً وأدبياً لافتاً. وبدورها، جسّدت هدى ابنة الرفيد - التي لطالما عُرف
عنها نبوغها وموهبتها المتفردة - صوتاً شعرياً نسائياً يليق بمكانة لواء بني كنانة
كحاضنة للمثقفين والمبدعين، ليضاف اسمها إلى قائمة أبناء اللواء الذين سطروا حضورهم
الإبداعي على مستوى الوطن.
وقد حلّ في المركز الثاني الطالب أحمد الكناني
عن قصيدته "بقايا الحب"، فيما حاز المركز الثالث الطالب معاذ الخوالدة عن
قصيدته "خذوا قلبي"، وذلك بعد مداولات دقيقة أجرتها لجنة التحكيم التي تألفت
من نخبة من الأكاديميين المتخصصين في الأدب والشعر: الدكتور خالد بني دومي، والدكتورة
سحر جاد الله، والدكتورة صفاء الشريدة، والدكتور عمر العامري.
من جهتها، ألقت الدكتورة ليندا عبيد، شاغل
كرسي عرار، كلمة تناولت فيها جماليات الشعر بوصفه حالة من الانعتاق الإبداعي والتجلي
الوجداني، مؤكدة أن الاحتفاء بالشعر هو في حقيقته احتفاء بالإنسان وبالروح الباحثة
عن معنى في عالم مزدحم بالتفاصيل، مشيدة بما قدمته هدى مخاترة من تجربة ناضجة تستحق
الدعم والرعاية.
أما عميد شؤون الطلبة الدكتور أحمد أبو دلو،
فقد أشار إلى أن المسابقة تُمثل منصة ذهبية لاكتشاف الأصوات الشابة، وحافزاً لبناء
الثقة في الذات المبدعة، مؤكداً أنها ليست مجرد تنافس شعري بل تجربة وجدانية وتكوين
ثقافي يشكل لبنة في صرح الشخصية الجامعية المتكاملة.
الطالبة هدى مخاترة لم تكن مجرد مشاركة عابرة
في المسابقة، بل كانت نجمةً شعّت من شمال الأردن، من الرفيد - لواء بني كنانة، لواء
الثقافة والمثقفين، حيث تُروى الحكايات وتُنسج القصائد على وقع نسمات الطبيعة وروح
التراث.
لقد كانت قصيدتها "الكرسي" بمثابة
صرخة وجدانية وحوار فلسفي شفيف، يُظهر قدرة استثنائية على التجريب الشعري والتفكير
خارج النمط المعتاد، ما جعلها تستحق هذا التتويج بجدارة، ويمثل فوزها رسالة أمل لكل
فتاة في الأرياف الأردنية بأن الموهبة لا تحدّها الجغرافيا ولا تعيقها المسافات.
يبقى هذا الإنجاز الشعري شاهداً على أن جامعة
اليرموك تواصل احتضان المبدعين، وأن أبناء وبنات الوطن من أمثال هدى مخاترة قادرون
على صناعة الفارق والتأثير الإيجابي في المشهد الثقافي الأردني. فهنيئاً للكنانة، وهنيئاً
للرفيد، وهنيئاً لجامعة اليرموك بهذا الصوت الشعري النابض بالحياة، صوت هدى مخاترة...
"شاعرة اليرموك".