في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتنوع فيه المنابر وتتغير فيه المعايير، يبقى للإعلام الصادق رموزه، وللوطن فرسانه الذين اختاروا الكلمة طريقًا، والحق مبدأً، والولاء نهجًا. من بين هؤلاء، يسطع اسم الإعلامي القدير الأستاذ فلاح القيسي، ابن مادبا البار، وشيخ الإعلام الأردني، الذي ارتقى بالكلمة إلى مرتبة الالتزام والمسؤولية.
فلاح القيسي ليس مجرد إعلامي عابر في المشهد الصحفي، بل هو مدرسة متكاملة في المهنية والالتزام الوطني، مدرسة خرجت من رحم الوطن، ونهلت من قيمه، وتجذّرت في ترابه. قلمه الذهبي لم يكن يومًا سلاحًا للضجيج، بل كان صوتًا للحق، ومرآة لآمال الناس وهمومهم، ينحاز دومًا لقضايا الوطن ويكتب بحبر الانتماء.
عُرف القيسي بصدق انتمائه لوطنه، وإخلاصه العميق لقيادته الهاشمية، وفي مقدمتها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حيث كان صوته الإعلامي جسرًا بين المواطن والدولة، ومنبرًا يعكس نبض الشارع ويترجم تطلعاته، دون مزاودة أو مواربة.
ما يميز الأستاذ فلاح القيسي أيضًا، تواضعه رغم قامته، وبعده عن الأضواء رغم لمعانه، فهو لم يسعَ يومًا إلى مجدٍ شخصي أو صخبٍ إعلامي، بل اختار أن يكون خادمًا للكلمة الصادقة، وأمينًا على رسالة الإعلام في وقتٍ بات فيه الصدق نادرًا والمهنية مطلبًا ملحًا.
لقد حفر اسمه بحروفٍ من ذهب في ذاكرة الإعلام الأردني، وسيبقى، كما عرفه الجميع، قامةً وطنيةً عالية، ونموذجًا يُحتذى لكل من أراد أن يكون الإعلام عنده رسالة لا مهنة، وموقفًا لا وظيفة.
فلاح القيسي... سيبقى رمزًا إعلاميًا أردنيًا راسخًا، وصوتًا وطنيًا لا يخبو، لأنه ببساطة ابن الوطن... بحجم الوطن.