مندوب
وزير التربية والتعليم: مؤتمر "القيادات التربوية 2025" خطوة نحو تعليم أكثر
مرونة وجودة
نيروز – محمد محسن عبيدات
مندوبا
عن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة رعى مدير التربية
والتعليم للواء بني كنانة الدكتور زياد الجراح فعاليات مؤتمر القيادات التربوية
الثاني تحت شعار: "تمكين القيادات التربوية لتحقيق التميز في التعليم"، اليوم
الاثنين الموافق 12 أيار 2025 ، وبتنظيم
من مدرسة يبلا الأساسية للبنات، وبإشراف مباشر من مديرية التربية والتعليم للواء
بني كنانة، وبمشاركة واسعة من عدد من المدارس والمؤسسات المجتمعية، ويستمر المؤتمر
لمدة يومين على في مسرح مدرسة حريما الثانوية للبنات ، ويستهدف المؤتمر القيادات
والإدارات التربوية في وزارة التربية والتعليم. وتولى إدارة حفل الافتتاح الإعلامي
عبدالحق عبيدات والمعلمة ساره
بواعنه.
مندوب
وزير التربية والتعليم، الدكتور زياد الجراح، أكد أن مؤتمر "القيادات التربوية
الثاني 2025" يأتي تجسيدًا لحرص الوزارة على تعزيز دور القيادات التربوية في تطوير
العملية التعليمية ومواكبة المتغيرات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والإدارة والتعلم
الحديث. وقال الجراح، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، إن انعقاد هذا الحدث التربوي يمثل
استمرارًا لمسيرة التميز والتطوير في القطاع التعليمي، ويعكس التزام الوزارة بدعم القيادات
التربوية وتمكينها من أداء دورها بفاعلية في قيادة المؤسسات التعليمية نحو التميز.
وأوضح أن المؤتمر يشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات، ومناقشة أبرز التحديات المعاصرة،
واستعراض نماذج ملهمة في القيادة والإشراف والتقويم والابتكار، مؤكدًا أن الوزارة تعوّل
على مثل هذه اللقاءات التربوية في بناء منظومة تعليمية مرنة، وقادرة على الاستجابة
لمتطلبات المستقبل. وأضاف ان المؤتمر يركز في نسخته الثانية على مجموعة من المحاور
الجوهرية، أبرزها: القيادة في ظل التحديات الحديثة، والابتكار التربوي، والبيئة المدرسية
الدامجة، والتنمية المهنية، والتعليم المهني (BTEC)، وذلك بهدف إحداث نقلة نوعية في بيئة التعلم وتحقيق تعليم عالي الجودة
يلبّي تطلعات الطلبة. وأعرب الدكتور الجراح عن أمله في أن يسهم المؤتمر في ترسيخ ثقافة
تربوية إيجابية تقوم على التميز والشراكة والاستدامة، بما يفضي إلى تحقيق رؤية وطنية
متكاملة لتعليم أكثر شمولًا وجودة وابتكارًا.
وألقىالأستاذ عبدالرحمن عبيدات، مدير مدرسة الرفيد الثانوية للبنين، كلمة باسم الجهات المنظمة،
أكد فيها على الدور المحوري الذي تؤديه القيادات التربوية في الارتقاء بالعملية التعليمية
وتعزيز جودة مخرجاتها. وأشار إلى أن مؤتمر "القيادات التربوية الثاني
2025" يُعَدّ امتدادًا لمسيرة التميز والتطوير في قطاع التعليم، وجاء انعقاده
استجابة للتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا، والإدارة، وأساليب
التعليم الحديثة. ونوّه عبيدات بأهمية الشراكة والتعاون بين المدارس في تنظيم النسخة
الثانية من هذا المؤتمر، معتبرًا أن العمل الجماعي هو حجر الأساس في إنجاح مثل هذه
الفعاليات النوعية. كما أعرب عن شكره وتقديره لمعالي وزير التربية والتعليم، ولعطوفة
مدير التربية، ولكافة المشاركين والداعمين لهذا المؤتمر، وذلك نيابة عن الجهات المنظمة
التي كلفته بإلقاء الكلمة نيابةً عنها.
و أكدت المنسق العام
للمهرجان، مديرة مدرسة يبلا الثانوية للبنات سميرة توفيق الطويل، أن المؤتمر يشكل منصة
مهمة لتمكين القيادات التربوية وتطوير كفاءاتهم في إدارة المؤسسات التعليمية، من خلال
مناقشة التحديات المعاصرة وتبادل الخبرات وعرض نماذج ملهمة في القيادة والابتكار والتقويم.
وأشارت إلى أن المؤتمر يركز على محاور رئيسية تشمل القيادة في ظل التحديات، والابتكار
التربوي، والبيئة المدرسية الدامجة، والتنمية المهنية، والتعليم المهني (BTEC)، بهدف الارتقاء بجودة التعليم وبناء ثقافة تربوية إيجابية تعزز التميز
والشراكة والاستدامة.
وشارك
في المؤتمر نخبة من الخبراء التربويين وأساتذة الجامعات الرسمية والخاصة، إلى جانب
مختصين من وزارة التربية والتعليم، حيث قدموا في اليوم الأول أوراق عمل تسلط الضوء
على أحدث التوجهات في القيادة المدرسية، والتحول الرقمي، وتطوير السياسات
التعليمية، وسبل تعزيز البيئة المدرسية المحفزة.
في
اليوم الأول من المؤتمر، وبإدارة الدكتور محمد عبيدات، تم تقديم مجموعة من الأوراق
القيمة في الجلسة الأولى. حيث استهل الأستاذ الدكتور طارق يوسف جوارنة، أستاذ في جامعة
اليرموك، حديثه حول "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم المهني (BTEC)"، موضحًا دور هذه التطبيقات في تعزيز أساليب التعليم المهني
وتطويرها لتواكب التحديات الحديثة. أما الدكتور أحمد شريف الزعبي، المدير التربوي السابق،
فقد تناول في ورقته "دور القيادات التربوية في تحسين جودة التعليم ومواجهة التحديات
المستقبلية في المدارس"، مؤكدًا على أهمية القيادة التربوية في تحقيق استدامة
الجودة التعليمية، مشيرًا إلى أبرز التحديات التي تواجه المدارس في العصر الحديث وكيفية
التغلب عليها.من جانبه، قدم الدكتور يوسف عقيل شطناوي، المدير التربوي السابق وأستاذ
في جامعة إربد الأهلية، ورقة عمل بعنوان "الإرشاد المهني في المرحلة الأساسية:
طريقك إلى المستقبل"، حيث سلط الضوء على أهمية توجيه الطلاب منذ المراحل الدراسية
المبكرة نحو اختيارات مهنية واضحة تواكب سوق العمل وتلبي احتياجاته المستقبلية.
في
الجلسة الثانية التي أدارها الأستاذ محمد تميم التلحمي، تناول عدد من الخبراء موضوعات
حيوية تتعلق بالتعليم والتكنولوجيا. حيث استهل الدكتور ربيع محمود العمري من وزارة
التربية والتعليم حديثه بتسليط الضوء على "أهمية تقنية الذكاء الاصطناعي من وجهة
نظر المعلمين والمعلمات"، مشيرًا إلى الدور المتنامي لهذه التقنية في تحسين جودة
التعليم وتسهيل العملية التعليمية. من جانبه، تحدث الدكتور أسامة محمد أمين دلالعة
من جامعة اليرموك عن "التحول الرقمي في المدارس: الفرص والتحديات"، مؤكداً
على الفرص الكبيرة التي يوفرها التحول الرقمي في تحسين التعليم، إلى جانب التحديات
التي تواجه المؤسسات التعليمية في تبني هذه التقنية. أما الدكتور همام سمير أحمد حمادنة
من وزارة التربية، فقد ناقش مدى إمكانية تطبيق المدارس الخاصة لمبادئ التحول الرقمي
في ضوء رؤية التحديث الاقتصادي الملكية، مبينًا كيفية تكامل التكنولوجيا مع الرؤية
الوطنية لتعزيز قدرات المدارس وتطويرها. وفي ختام الجلسة، قدمت الدكتورة ريا يوسف خليل
فياض من تربية قصبة إربد ورقة عمل حول "التعليم حق للجميع في ظل بيئة تعليمية
آمنة ودامجة وجاذبة"، مؤكدة أهمية توفير بيئة تعليمية تتسم بالسلامة والشمولية
لجميع الطلبة، بما يسهم في تحسين تجربتهم التعليمية.
وشهد
حفل افتتاح "مؤتمر القيادات التربوية الثاني" عرضين مسرحيين مميزين أضافا
بُعداً ثقافياً وفنياً للمؤتمر، وذلك في إطار تسليط الضوء على دور التربية والتعليم
في تعزيز القيم المجتمعية.
وكان
العرض الأول من نصيب طالبات مدرسة يبلا الأساسية للبنات، حيث قدّمن مسرحية رائعة بعنوان
"دور القيادة الهاشمية في تطوير التربية والتعليم في الأردن منذ تأسيس الدولة
الأردنية ولغاية اليوم"، تحت إشراف المعلمتين سوسن العابد وماجدة عبيدات. هذا
العرض المسرحي تناول مسيرة القيادة الهاشمية في تطوير قطاع التعليم في المملكة، منذ
عهد الملك المؤسس عبد الله الأول وحتى عهد جلالة الملك عبد الله الثاني. تميز العرض
بالتركيز على رؤية القيادة الهاشمية في إرساء أسس التعليم ورفع مستوى الجودة، مع إبراز
جهود الحكومات المتعاقبة في دعم المدارس وتوفير البيئة التعليمية المثلى للطلاب.
أما
العرض المسرحي الثاني فقد قدّمته طالبات مدرسة حبراص الأساسية للبنات بعنوان
"دور المعلم في محاربة الآفات الاجتماعية والسلوكيات الخاطئة"، تحت إشراف
المعلمة شيماء العبيدي. تناولت المسرحية أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في تنشئة الأجيال
وتوجيههم نحو قيم صحيحة، مشيرةً إلى تأثير المعلم في التصدي للآفات الاجتماعية مثل
العنف، والتطرف، والانحراف السلوكي. وقد جاء العرض مفعماً بالرسائل التربوية التي تحث
على دور المعلم الفعّال في بناء شخصية الطالب وتعزيز وعيه بالقيم المجتمعية.
تفاعل
الحضور بشكل كبير مع العروض المسرحية، التي أثبتت قدرة الطلاب على تقديم أعمال فنية
تلامس قضايا مجتمعية هامة. كان العرضان شاهداً على إبداع الشباب في التعبير عن أفكارهم،
وقد لاقيا إعجاباً كبيراً من الحضور، الذين أكدوا على أهمية تعزيز مثل هذه الأنشطة
التي تساهم في نشر الوعي التربوي والاجتماعي بين الأجيال الصاعدة.
وقد
أثنى العديد من المسؤولين التربويين على التنظيم المتميز لهذه العروض، مؤكدين على أن
دمج الفنون المسرحية في الفعاليات التربوية يعزز من استيعاب المفاهيم التربوية ويساهم
في تطوير مهارات الطلاب في التعبير والتفكير النقدي.