في سجل القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي ، تبقى بعض الأسماء شاهدة على عقود من العطاء والانتماء، ومن بينها الفريق الركن المتقاعد زياد المجالي، الذي قضى 43 عاماً في ميادين الجيش العربي ، متدرجاً من ضابط شاب إلى نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، في مسيرة وُسمت بالاجتهاد والتميز.
دخل المجالي صفوف القوات المسلحة في 20 تشرين الأول 1973، في زمن كانت فيه الأمة تعيش أجواء معارك الجيش العربي واستعدادات الدفاع، فانخرط في الدفاع الجوي بسلاح الجو الملكي، حيث كانت له بصمات في بناء القدرات وتطوير الأداء.
من قائد فصيل إلى قائد مجموعة الدفاع الجوي المركزيه /الازرق ومن ثم قائد مجموعة الدفاع الجوي المركزيه،ومدير للاداره والقوى البشريه في قيادة سلاح الجو الملكي لم تكن خطواته إلا سلماً من القيادة المبنية على العلم والخبرة، حيث اجتاز كل دورات الدفاع الجوي، وتفوق في دورة الأركان الداخلية، ليكون الأول على دفعته، وينتقل بعدها ممثلاً للأردن في دورات متقدمة في الولايات المتحدة ومصر، ليتخرج من أكاديمية ناصر العليا محمّلاً بالمعرفة والاعتزاز.
ورغم انتقاله إلى العمل الإداري كمدير للمشتريات في القوات المسلحة، ثم مديراً عاماً للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية، بقي المجالي وفياً لمبادئ الجندية، إلى أن تم تعيينه ملحقاً عسكرياً في واشنطن بين أعوام 2007 و2010، ممثلاً للأردن في أهم العواصم العالمية.
وفي مارس 2010، عاد المجالي ليشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، وليصبح أول ضابط ميداني وأول لواء يبقى في هذا الموقع الرفيع لمدة 7 سنوات، في سابقة تسجل له ولجدارته، حيث عمل جنباً إلى جنب مع رئيس هيئة الأركان المشتركة معالي الفريق اول الركن مشعل الزبن في فترة شهدت تحديات إقليمية وتحولات استراتيجية.
ثلاثون عاماً قضاها في سلاح الجو، قبل أن يُحال إلى التقاعد في 30 تشرين الثاني 2016 برتبة فريق ركن، بعد مسيرة لخصها المجالي بقوله: "كلو بفضل ربي، ولكل مجتهد نصيب".
ومن بين زملاء دفعته في الدورة 14 من الكلية العسكرية، التي أنجبت خيرة القادة أمثال اللواء الركن صالح كريم القرالة اللواء الركن أحمد عيد المصاروة الحاصل على سيف الشرف اللواء الركن عبد الله عبد القادر المطر واللواء الركن مصلح عبد الرزاق القضاة واللواء الركن عبد الله المعايطة، بقي المجالي الوحيد الذي استمر حتى نهاية خدمته، ليكون شاهداً على حقبة كاملة من تاريخ القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي.
اليوم، إذ ينظر الفريق زياد المجالي إلى مسيرته، يفخر بأنه خدم وطنه بإخلاص، وصعد سلم المجد العسكري درجة درجة، فكان مثالاً للضابط الأردني الذي لا تحده حدود الطموح، ولا تثنيه الصعاب عن واجب الدفاع عن الوطن والجيش العربي.