ستة أعوام مضت، لكن تفاصيل ذلك الفجر الحزين ما زالت محفورة في قلوبهم. رحل الشيخ الحاج طالب عبيدات، تاركًا خلفه وجع الفقد وعبق الذكرى. لم يكن مجرد أب أو شيخ جليل، بل كان السند، البوصلة، والظل الذي يأوي إليه الجميع.
يستذكر أبناؤه، وفي مقدمتهم معالي المهندس محمد طالب عبيدات، كيف كان والدهم يبدأ صباحه بالدعاء للناس، لا يرد محتاجًا، ولا يكسر خاطرًا. كان يؤمن أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن خدمة الآخرين طريق إلى رضا الله.
في مجالسه، كان للشيخ طالب حضور مميز؛ ملامح وجهه الهادئة، ونبرة صوته التي تجمع بين الحكمة والوقار، جعلته محبوبًا بين الناس. "رحل الجبل"، هكذا وصفه من عرفه، فقد كان شامخًا بمواقفه، لكنه لين القلب، عطوفًا على الصغير، وناصحًا للكبير.
اليوم، تمر الذكرى السادسة، والدعوات تتجدد: "اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، وارفع درجته مع النبيين والصديقين والشهداء". وفي كل بيت عرف الشيخ طالب، هناك قصة تُحكى، ودمعة تختبئ خلف الأجفان، وذكرى تلامس القلب قبل اللسان.
رحل الجسد، وبقي الأثر. وستظل سيرته العطرة شاهدة أن من عاش للناس، لم يمت في قلوبهم أبدًا.