مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجلى أسمى معاني الرحمة والمغفرة، ويعيش المسلمون أجواء إيمانية مميزة مليئة بالطاعات والتقرب إلى الله. إلا أنه من المؤسف أن نرى بعض السلوكيات السلبية تتكرر كل عام، خاصة تلك المرتبطة بالعصبية والانفعال في الشوارع والأسواق.
سلوكيات تتنافى مع روح رمضان
في هذا الشهر الفضيل، نجد بعض الصائمين يفقدون أعصابهم بسهولة، سواء أثناء القيادة أو في الأماكن العامة. مشاهد الصراخ والتجاوزات المرورية باتت مألوفة، حيث يسارع البعض إلى استخدام المنبهات بشكل مزعج، ويتجاوزون الآخرين بتهور، وكأن التأخير لبضع دقائق سيؤثر على صيامهم. الأسوأ من ذلك، أن بعضهم لا يتردد في الشجار والشتائم لأسباب لا تستحق، متناسين أن الصوم ليس فقط عن الطعام والشراب، بل عن كل ما يؤذي الآخرين.
الازدحام أمام الأسواق.. مشهد يتكرر
مع اقتراب موعد الإفطار، تزدحم الأسواق بشكل غير مسبوق، ويتجمع كثير من الناس عند المحلات التجارية، ما يؤدي إلى اختناق مروري وإغلاق الطرقات. البعض يركن سيارته في أماكن غير مخصصة، غير مكترث بأنه يعيق حركة المرور أو يؤذي الآخرين. وعندما يُطلب منهم التحرك أو التزام النظام، تكون ردة الفعل غالبًا انفعالية، تصل أحيانًا إلى الشجار أو حتى العراك.
رمضان شهر الصبر والتسامح
من المفترض أن يكون رمضان فرصةً لتهذيب النفس والتحلي بالصبر، فهو شهر الرحمة وليس الغضب، شهر التسامح وليس العنف. قال رسول الله ﷺ: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم" (متفق عليه). هذه القيم يجب أن تنعكس على تصرفاتنا، فالصيام ليس فقط عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة لضبط النفس والابتعاد عن السلوكيات السلبية.
رسالة للجميع
لنجعل من رمضان شهرًا يعكس أخلاقنا الحقيقية، ولنحرص على التحلي بالحلم والهدوء في تعاملاتنا اليومية. لنترك العصبية جانبًا، ونتذكر أن الأجر في الصبر، وأن الأذى للآخرين—سواء كان بالكلام أو الفعل—قد يُفسد صيامنا. فليكن شعارنا في هذا الشهر الفضيل: "رمضان شهر العبادة.. لا للعصبية والانفعال".