انطلقت الإذاعة الأردنية عام 1948 من مدينة رام الله، لتكون صوت الوطن والمواطن، وفي عام 1956 تم إنشاء محطة إذاعة عمان في جبل الحسين. ومع حلول الأول من آذار عام 1959، افتتح المغفور له الملك الحسين بن طلال مبنى الإذاعة في منطقة أم الحيران بعمان، ليشكل نقلة نوعية في الإعلام المسموع.
أصوات لا تُنسى
منذ نشأتها، ارتبطت الإذاعة الأردنية بأصوات لا تزال محفورة في ذاكرة المستمعين، مثل نداء النابلسي، ليلى القطب، نقولا حنا، محمود الشاهد، وفريال زمخشري. كما كان لصوت سامي حداد ومديحة المدفعي وضياء فخر الدين حضور مميز في نشرات الأخبار والبرامج.
برامج صنعت التاريخ
قدمت الإذاعة الأردنية برامج أيقونية مثل "معكم في كل مكان" لسري عويضة، و"رسائل شوق" لكوثر النشاشيبي، الذي حمل رسائل من الوطن إلى أهالي فلسطين المحتلة. كما أبهرت الأطفال ببرنامج هدية ميرزا وأغنيتها الشهيرة "طيري طيري يا عصفورة".
الموسيقى والأغاني الوطنية
لطالما كانت الإذاعة الأردنية منصة للأغاني الوطنية التي خلدت الأردن، مثل "يا مأمور اللي في المطار" لدلال الشمالي، و"يا شوفير وقف طلعنا" لفهد بلان، و"فدوى لعيونك يا أردن" لسميرة توفيق. كما احتفت بأصوات العمالقة مثل توفيق النمري، إلياس عوالي، والثلاثي المرح.
إرث الدراما الإذاعية
كانت الإذاعة الأردنية رائدة في الدراما الإذاعية، حيث أطلقت أول مسلسل باللهجتين البلقاوية والفلسطينية، من إعداد الراحلين مازن القبج وإسحق المشيني، وبمشاركة نجوم مثل سامي حداد، نبيل المشيني، وعبده موسى.
المذيعون.. أيقونات الزمن الجميل
أسماء مثل زهور الصعوب، نبيل أبو عبيد، أمل دهاج، ضياء سالم، زياد فريج، وهدى السادات، شكلت هوية الإذاعة. كان لصوتهم سحر خاص، فمن خلالهم عاش المستمعون لحظاتهم اليومية، واستمعوا إلى أخبارهم وبرامجهم المفضلة.
مهنية وكفاءة عبر الأجيال
لم تقتصر الإذاعة الأردنية على المذيعين، بل ضمت كوكبة من المهندسين والفنيين والمعدين الذين ساهموا في استمرار هذا الصرح الإعلامي، ومن بينهم عبد الودود شلبك، بسام قورشة، محمود مهيار، رمزي عماري، وغيرهم.
تكريم للزمن الجميل
اليوم، ونحن نحتفي بعيد الإذاعة الأردنية، نستذكر روادها الأوائل، ومدرائها مثل الشهيد وصفي التل، صلاح أبو زيد، ونزار الرافعي، الذين أسهموا في رسم مسيرتها المشرفة. إنها ذاكرة الوطن وصوت الأجيال، وستبقى منبراً يعكس هوية الأردن وتراثه العريق.