يعد مسجد الغمامة أحد أبرز المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، حيث يرتبط اسمه بذكرى صلاة النبي محمد ﷺ لصلاة العيد وصلاة الاستسقاء في هذا الموقع، ويُقال إن غمامة ظللته أثناء صلاته، مما أكسب المسجد تسميته الفريدة.
يقع المسجد على بعد 500 متر غرب المسجد النبوي، وقد شُيّد في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بين عامي 86 هـ و93 هـ، ليظل شاهدًا على تاريخ الإسلام العريق. مرّ المسجد بعدة عمليات تجديد عبر العصور، أبرزها خلال العهد المملوكي والعثماني، وأخيرًا في العهد السعودي بين عامي 1431 هـ و1434 هـ، حيث أُعيد ترميمه بالكامل ليحافظ على طابعه التاريخي.
يمتاز المسجد بتصميمه الفريد، حيث يتكون من مدخل مستطيل الشكل يعلوه خمس قباب كروية، بينما تتزين جدرانه الخارجية بأحجار البازلت السوداء، مما يمنحه مظهرًا تراثيًا مميزًا. أما من الداخل، فتتوزع ست قباب على صفين متوازيين، تتوسطهما قبة المحراب التي تُعد الأكبر.
اليوم، يستقطب مسجد الغمامة الزوار والمصلين من مختلف أنحاء العالم، ليظل شاهدًا على روحانية المدينة المنورة وأصالتها الإسلامية، ووجهة تاريخية تعبق بسيرة النبوة وتاريخها العريق.