2025-07-10 - الخميس
النائب إبراهيم الجبور يزور بلدية لواء الموقر ويلتقي رئيس لجنة البلدية وأعضاءها...صور nayrouz ورشة عمل حول تمكين المرأة بقطاع الطاقة nayrouz "صندوق الأمان" يطلق إطار كفايات لتعزيز قدرات الشباب الأيتام nayrouz غرايبة: الاستثمار في المملكة بوابة لاقتصادات بحجم 50 تريليون دولار nayrouz العزام: المرأة قادرة على قيادة التحول في قطاع الطاقة الأردني nayrouz الدعم الحكومي لاتحاد كرة القدم يعزز تألق المنتخب nayrouz تكريم الوكيل عُلا حمادة موسى لتفانيها في أداء الواجب خلال امتحانات "التوجيهي" nayrouz أبو رمان تتفقد طلبة التوجيهي في آخر امتحاناتهم لمبحث تاريخ الأردن. nayrouz البترا تضيء الخزنة بألوان العلم المكسيكي احتفاء باليوبيل الذهبي للعلاقات الثنائية nayrouz المومني: وزارة الاتصال الحكومي تعكف على وضع خطة مكثفة لتطوير أداء الناطقين الإعلاميين nayrouz الطهراوي تثمن جهود جميع الكوادر العاملة في امتحانات الثانوية العامة nayrouz "إدارة الموانئ": انخفاض الحوادث أكثر من 80% في عام 2025 nayrouz تمديد إغلاق قرية ألعاب المغامرة بمحمية غابات عجلون nayrouz عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى nayrouz رئيس الوزراء يضع حجر الأساس لمشروع إنشاء خزانين للغاز البترولي المسال في العقبة nayrouz الدفاع المدني: 107 حرائق في الأردن خلال 24 ساعة nayrouz 67.5 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية nayrouz براءة اختراع لفريق بحثي أردني لتطوير تركيبة خرسانية معدلة nayrouz انطلاق سباق الحسين لتسلق مرتفع الرمان الجمعة nayrouz الإدارة المحلية: اللجان المؤقتة للبلديات تتمتع بصلاحيات كاملة ومماثلة للمجالس المنتخبة nayrouz
وفيات الأردن اليوم الخميس 10 تموز 2025 nayrouz وفاة جدة موسى التعمري nayrouz وفاة آحد أبطال الكرامة العميد المتقاعد خلف أبو هنيه التعامرة nayrouz نهار مسلم السواري" ابو ضرغام" في ذمة الله nayrouz رضا عبدالكريم علي الحاج الخوالدة في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 9-7-2025 nayrouz وفاة والدة الإعلامي جهاد العدوان والتشييع غداً في الرامة nayrouz وفيات الأردن ليوم الثلاثاء 8 تموز 2025 nayrouz الدواغرة تعزي الحراحشة بوفاة "صالح علي العويدات" nayrouz وفيات الأردن اليوم الاثنين 7-7-2025 nayrouz وفاة نقيب الصحفيين الأسبق ومدير عام جريدة الدستور الأسبق سيف الشريف nayrouz الحماد يعزي بني حسن بوفاة صالح عويدات الحراحشة nayrouz المفرق تودّع الوكيل الشاب حسين أبو بدير.. رحيل مبكّر يهزّ القلوب nayrouz رحيل الشاب خلدون الدغيمات من مرتبات الأمن العام.. وداعًا لمن نذر نفسه لخدمة الوطن nayrouz الموت يخطف الملازم راشد المحاسنة ويُوجع قلوب رفاقه في الدفاع المدني nayrouz تعزية من الأردن إلى فلسطين بوفاة حليمه عيسى الحروب "ام محمد" nayrouz وفيات الأردن ليوم الأحد 6 تموز 2025 nayrouz رائد عبد الله فلاح السمور العجارمة في ذمة الله nayrouz وداع مؤذن.. جرش تفقد الشيخ محمود الفليحان بصمتٍ يوجع القلوب nayrouz وفيات الاردن ليوم السبت الموافق 5-7-2025 nayrouz

وماذا بعد "طوفان الأقصى"؟

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

د. جواد العناني

لا دعاء ولا استرحام أشد وقعاً على النفس من دعاء النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) بعدما لحقه جهال بني ثقيف بالحجارة ومستغلظ القول، فأوى إلى كرم عنب لرجل مسيحي ودعا ربه قائلاً " يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني أو إلى عَدو ملكته أمري، اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي".

تذكرت هذا الدعاء والرسول متعب من طول الجري، مثخن بالجراح، والدم يسيل منه. ودعا رب العزة أن يرحمه من هذا المأزق الذي وجد نفسه فيه بعد عام القطيعة في مكة. وموت زوجته خديجة وعمه أبي طالب. بعد يوم الطائف أتى الفرج من المدينة المنورة، وسار بعدها ليبني دولته هناك ويرسي قواعدها.

ولما تكد تمر عشرون عاماً على تلك الحكاية، حتى كانت جيوش العرب المسلحة قد احتلت بلاد فارس ( ما بين النهرين) وبلاد الشام، وأرض الكنانة، وأحلى من كل هذا مدينة القدس حين دخلها الخليفة عمر بن الخطاب وهو يمشي واستقبله صفرونيوس زعيم أساقفتها، ووقعا معاً العهدة العمرية ضامناً للمسيحيين حرية العبادة، وحامياً لشعائرهم وكنائسهم.

تذكرت هذا في اليوم الثالث لمعركة "طوفان الأقصى" في أرض غزة هاشم، والطائرات الإسرائيلية ترميهم بقنابل وصواريخ ومتفجرات من طائرات على ارتفاع شاهق، ومن طيارات مسيرة، ومن مدافع في البر والبحر. وأي بطولة تلك التي تضرب أهل غزة. فالرامي لا يمكن أن يخطئ الهدف طالما أن غايته الهمجية هي قتل الناس وتدمير بيوتهم وطرقهم ومرافقهم.

بعد ثلاثة أيام ونصف من بدء المعركة، وعند كتابة هذه السطور، بدأت أحصي الخسائر الناجمة عن الحرب وفق المعلومات المنقولة عن مصادر إسرائيلية حتى ساعته. فإن بورصة إسرائيل قد خسرت أكثر من ثمانية في المائة من قيمة الأسهم فيها يوم الأحد، والشيكل تراجع مقابل الدولار بحوالي 8% يوم الاثنين، وهذه المؤشرات السريعة تعطي دلالات على أن الإسرائيليين أنفسهم صاروا يبيعون أرصدتهم، ويشترون الدولار تحوطاً أو رغبة في اقتناء السيولة في جيوبهم، أو أنهم باتوا يرغبون في الهجرة.

ولا ندري تماماً ما حجم التراجع في الدخل السياحي نتيجة لإلغاء كثير من المجموعات السياحية، وتوقيف كثير من شركات الطيران لرحلاتها إلى المطارات الإسرائيلية، وتوقف الإسرائيليين عن الحركة ما يؤثر على السياحة الداخلية في موسم الأعياد ويقلل من الذهاب للمطاعم والفنادق.

ولا شك أيضاً أن أي استثمارات يفكر فيها من قبل الأجانب سوف يعاد النظر فيها، أو أنها ستؤجل ريثما ينجلي الغبار عن الحوادث الدامية، وتتوضح معالم الخطوات المستقبلية، وتتبلور توقعات هؤلاء المستثمرين حول أمن إسرائيل وسلامة الاستثمارات فيها.

ومن الخسائر الفادحة هي طبعاً تدهور سمعة الصناعات العسكرية والتكنولوجية فيها. وقد قدرت ما يسميه الإسرائيليون قيمة صادرات "الصناعات الدفاعية" لإسرائيل عام 2022 بحوالي (12.5) مليار دولار، صدر منها للدول العربية حوالي 25%، أو ما يفوق 3 مليارات دولار. وقد استوردت كل من مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة عام 2021 ما يقارب 823 مليون دولار. وهذه أرقام ليست ضخمة ولكنها لا يستهان بها. وقد جاءت الصادرات إلى الدول العربية بعد توقيع الاتفاقيات الابراهيمية قبل ثلاث سنوات.

مقابل هذه الصور الزاهية عن الإنجاز الصناعي العسكري الإسرائيلي، برز يوم السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الثاني تراكتور قديم استخدم لاقتحام جدار أنشأه الإسرائيليون على طول الحدود البرية مع قطاع غزة بكلفة مليار دولار، ولربما لم تزد قيمة التراكتور المستخدم عن عشرة الآف دولار على أحسن الأحوال، ويشمل هذا الحائط أساسات تمتد إلى عدة أمتار تحت الأرض حتى لا يمكن بناء أنفاق تحته، وزود بكل أنواع الأدوات الإلكترونية للتجسس والإنذار والتصوير، ولكنه سقط أمام همة رجال يسوقون "تراكتور" قديم.

فهل سيبقى زبائن الكذب والخداع والترويج الفاسد لكل ما هو إسرائيلي على حالهم، أم أن زبائنهم سيصبحون أكثر فحصاً وتمحصاً في شراء هذه الأدوات بعد سقوطها أمام تجربة أبطال غزة؟ وهل سيكون لهذا الأمر آثار طويلة على إنتاجها العسكري، وهذه كلها أسئلة تبقى رهن الإجابة؟

ويطول الشرح في تفصيل السيناريوهات الاقتصادية في حالة طال أمد الحرب، ولم تستطع إسرائيل بعدها أن تقنع العالم بأن كل هذه القنابل التي تقذفها كانت عشوائية وبدون أهداف محددة، والقصد منها إعلامي لطمأنة أهل إسرائيل أن جيشهم وإن خسر المبادرة، وتكبد فيها ما يقارب ألف قتيل وثلاثة آلاف جريح على الأقل لم تكن موجهة نحو أهداف عسكرية في غزة، بل إن كل هذه الفذلكات الإلكترونية قد نسيتها آلات إسرائيل العسكرية وتبنت أسلوب التدمير العشوائي، أي أن نفس إسرائيل التي تصنعها لم تستخدمها أو تؤمن بها عند المعركة فلماذا يقبل بها المشترون الذين غرروا بمستواها التكنولوجي الرفيع؟

إذن، فأمام إسرائيل خيارات ليست سهلة لكي تعيد لشعبها ثقته لكي يبقى مقيماً فيها أو أن يستثمر في صناعاتها، وهو آمن مطمئن أن لا شيء سيعكر صفو حياته أو يبقيه على رؤوس أصابعه قلقاً من الأيام والمفاجآت القادمة؟

لربما توسوس إسرائيل لنفسها قائلة إنها ستستمر في ضرب غزة وقتل الأطفال والنساء وتدمير المباني والبنى التحتية حتى تتمكن من إرسال دباباتها ومدافعها إلى داخل أراضي قطاع غزة. وسوف تسعى من وراء هذا الغزو البري والبحري والجوي ( ربما) إلى تصفية منظمة حماس ومنظمة الجهاد الاسلامي والمتعاملين معهما، وتحاول إنقاذ ما يمكنها انقاذهم من أسراها غير معروفي العدد. وإذا اعتقدوا أن أهل غزة رجالاً ونساءً سيستقبلونهم على أكف الراحة فهم مخطئون. لن تقتل (2) مليون شخص في غزة، ومن تبقى منهم ربما يكبدك خسائر لا قبل لك أيها الإسرائيلي بها. وماذا لو مات الأسرى كواحدة من الأضرار الجانبية (collateral damage) لهذه الحملة المجنونة؟

إسرائيل سوف تقتل بأسلحتها الكثير من أطفال عزة. ولكن تذكر أن غزة بعد هذه المعركة ستكون غير غزة التي حاربت إسرائيل مرات عدة قبل ذلك تحت قيادة حركة حماس في الأعوام 2006، 2007 بالاشتراك مع حركة فتح، واعتبرت حماس الفائزة. وعام 2008/2009، والعام 2012 والعام 2014 والعام 2021، وأخيراً الحرب الجارية الآن عام 2023. أي أن الحرب الحالية هي الحرب السابعة حتى ولو لم يزد بعضها عن عدة أيام. ولكن بعض هذه الحروب قارب الشهر في مدته. ويقدر أن حرب عام 2007 قد كبدت إسرائيل أكثر من (35) دبابة فجرت بقنابل لا تزيد قيمة الواحدة منها عن ألف دولار في الوقت الذي كانت تباع فيه تلك الدبابة (مركافا) بـ (35) مليون دولار.

إذا كانت استعدادات المقاومة في غزة قد حسبت بدقة في حال اتخذت الحكومة الإسرائيلية التي أعلنت الحرب قراراً باقتحام غزة، والدخول إلى أراضيها ما يجب عليها أن تقوم به للمقاومة وحولت الحصار العسكري الإسرائيلي إلى ما يذكرنا بحصار الألمان لمدينة ( بطرسبيرغ) الروسية في الحرب العالمية الثانية، فإن إسرائيل ستكون الخاسرة الكبرى للمعركة بغض النظر عن المحتمل موتهم أو جرحهم في تلك المعركة من أهل غزة.

في خطابه أمام الاجتماع الثامن والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي انعقدت في شهر سيبتمبر/ أيلول الماضي، قال العاهل الأردني إن تعامل إسرائيل مع المواطنين الفلسطينيين هو من أسوأ ما يكون. وعاد ليكرر هذه النقطة في الجلسة الحوارية المخصصة على هامش تلك الاجتماعات الأممية حول الشرق الأوسط والتي أكد الملك عبدالله الثاني فيها أن أهم المستجدات على الساحة الفلسطينية هي أولئك الشباب والفتيات الذين لا يخشون إسرائيل ويريدون نيل حقوقهم بالقوة، وأن الحل الأفضل لإسرائيل للتعامل مع الخمسة ملايين تحت الاحتلال في الضفة وغزة (وبحسب اليوم العالمي للسكان فإن عددهم 3.25 مليون في الضفة الغربية و 2.23 مليون في قطاع غزة). هل يمكن لإسرائيل أن تحافظ على نفسها من غضبتهم إذا استمرت في إذلالهم؟

نتنياهو وحكومته مرشحان للسقوط، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.

"العربي الجديد"