بعد نزوحها للأردن قادمة من درعا في شهر شباط من العام 2014 بسبب الحرب الدائرة في بلدها الأم سوريا إستقرت اللاجئة السورية يسرى البصيري مع بناتها الأربعة وإبنها وزوجها في بلدة الرفيد بلواء بني كنانة في محافظة اربد شمال الأردن حيث شكل إلتحاقها بالدورات التدريبية التي تنظمها جمعية سيدات الرفيد الزراعية نقطة تحول في حياتها المعيشية والإقتصادية لتجد نفسها متدربة وتنتقل لاحقا إلى مرحلة الإنتاج .
ودأبت اللاجئة البصيري جاهدة على تطوير مهاراتها وقدراتها وخبراتها في مجال تصنيع منتجات الألبان والأجبان حيث تحولت الى قصة نجاح كبيرة وتحظى بتقدير وإعجاب وإشادة على مستوى الجمعية والمجتمع المحلي لإتقانها مراحل التصنيع الغذائي والإنتاج بجودة عالية .
البصيري التحقت منذ العام 2015 وحتى اليوم بجميع الدورات التدريبية التي تعقدها جمعية سيدات الرفيد الزراعية في مجالات التصنيع الغذائي وإعادة التدوير وصناعة المخللات والمربيات والأجبان والألبان وإنتاج العصائر والنباتات العطرية وتصنيع الصابون والزراعة المحمية والبستنة فكما تقول أنها إستفادت بشكل كبير من ناحية التصنيع الغذائي وطرق التسويق وإدارة المشروع والتعبئة والتغليف .
"لدي المام ومعرفة مسبقة " والغاية من تسجيلي بالدورات التدريبية مع بداية نزوحي برفقة عائلتي للأردن كان بالدرجة الأولى تحقيق اكتفاء ذاتي لمنزلي ومع تراكم الخبرات لدي في صناعة الألبان والأجبان من خلال الدورات التي تلقيتها في الجمعية التحقت في العمل منذ عامين في مجال تصنيع الألبان والأجبان بأحد محال بلدة الرفيد حيث حصلت البصيري على تصريح عمل رسمي من مديرية عمل اربد فكما تقول البصيري انها تحب مزاولة عملها بشكل قانوني حتى لا تتعرض لأي مساءلة أثناء جولات الفرق الرقابية وتبادر لإبراز تصريح عملها أمام فرق وزارة العمل التفتيشية .
دور البصيري أثناء التحاقها في الدورات التدريبية تعدى إلى مشاركتها في تقديم معلومات هامة وضرورية للمتدربات الأخريات معها إضافة لعرض تجاربها السابقة في مجال التصنيع الغذائي والزراعة حيث أوضحت انها عملت مع والدها في مجال الزراعة في درعا لأعوام طويلة لا سيما ان والدها كان يقوم بضمان اأثر من 400 دونم في سوريا ويقوم بزراعتها بمختلف الأصناف .
ومع إرتفاع كلف المعيشة ولمساعدة زوجها على تحمل مصاريف ونفقات الحياة اليومية مزجت البصيري كل خبراتها السابقة التي إكتسبتها في بلدها سوريا والمهارات التي طورتها أثناء التحاقها بالدورات التدريبية في جمعية الرفيد فبالإضافة لعملها بمحل الألبان والأجبان تعمل البصيري مؤخرا في ضمان دونمات الأراضي وتقوم بزراعتها بمحاصيل البازيلاء والزهراء والحمص والبروكلي والورقيات "البقدونس والكزبرة والخس والنعنع والجرجير والفجل والبصل الأخضر " والكوسا والبامياء حيث تتعاون مع عائلتها وأبنائها وبناتها على الزراعة والقطاف وبيع منتجاتها في البلدة للمجتمع المحلي .
البصيري لديها طموح اليوم في التوسع بأعمالها في مجال صناعة الألبان والأجبان والزراعة حيث تامل بان تجد الدعم اللازم لتطوير مشاريعها بحيث توفر فرص عمل لسيدات أردنيات وسوريات بمجال التصنيع الغذائي فكما تقول " انها تبحث عن غد أفضل " .
رئيسة جمعية سيدات الرفيد الزراعية وداد عبيدات تقول ان الجمعية تأسست عام 2015 وتعقد دورات مستمرة تتعلق بالتصنيع الغذائي كالأجبان والألبان ومنتجاتها من الزبدة والسمن البلدية واللبنة والكشك والشنينة والمخللات والعصائر الكركزة والمربيات والنباتات العطرية والطبية وزراعة الفطر وتصنيع الصابون والزراعة المحمية والبستنة .
وأضافت ان الجمعية لديها فريق مؤهل يضم 10 مدربات حائزات على دورات متقدمة عن طريق وزارة الزراعة والمركز الوطني للبحوث والإرشاد الزراعي وجامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية والإتحاد النوعي للمزارعات الاردنيات وجمعية النساء العربيات إضافة للتعاون مع منظمات متخصصة بهذا الإطار كمنظمة "أنهر" .
زهاء 400 لاجئة سورية إستفادت من هذه الدورات المختلفة إضافة الى اردنيات من المجتمع المحلي حيث أن الأجواء بهذه الدورات يسودها المحبة والألفة والأخوة وروح المبادرة والإبداع فكل متدربة تجتهد وتشارك ما تمتلكه من خبرات ومعلومات وهو ما ينعكس على تعزيز التماسك الاجتماعي مؤكدة ان الإندماج الذي يحصل بين الأردنيات والسوريات أثناء عقد هذه الدورات ينعكس إيجابا على التميز وإكتساب الخبرات والمهارات اللازمة وفق عبيدات .
واشارت ان الدورات التي تعقدها الجمعية موجهة للسيدات من الجنسية الأردنية والسورية في لواء بني كنانة علاوة على إستقبال سيدات من خارج اللواء وجرى إطلاق عدة مبادرات نوعية " مونتي من بيتي " و " إلي أمه خبازة ما بجوع " إذ ان هذه الدورات النوعية لها أثر ايجابي على الصعيد المعيشي والإقتصادي لهن فكل سيدة بعد اجتيازها للدورات يتحقق لديها أولا إكتفاء ذاتي ويصبح لديها من جهة أخرى عمل ومشروعها الخاص بها كمصدر دخل دائم كما هو حال اللاجئة السورية البصيري .
وبحسب عبيدات ان اللاجئة السورية البصيري تعتبر احد قصص النجاح المميزة والفريدة من نوعها التي تحققت تحت إشراف الجمعية حيث تطورت قدراتها ومهاراتها اثناء التحاقها بالدورات التي تنظمها الجمعية خصوصا من الجوانب العلمية التي تقدم للمتدربات حول طرق التصنيع السليمة والصحيحة للمنتجات الغذائية من ناحية المقادير وطرق حفظ وسلامة الغذاء منوهة في نفس الوقت الى ان البصيري تكتسب خبرات سابقة أثناء تواجدها في بلدها الام وطورت مهارات بشكل أفضل من خلال هذه الدورات .
وأشارت عبيدات ان البصيري بعد تطوير قدراتها من خلال الدورات التدريبية في الجمعية تمكنت من الإلتحاق بعمل في أحد محال تصنيع الألبان والأجبان وتعمل بشكل رسمي وقانوني من خلال حصولها على تصريح عمل قانوني حيث قامت بإستصداره من خلال مديرية العمل حتى تمارس عملها بشكل قانوني و يؤمن لها الحماية القانونية أثناء الجولات التفتيشية من قبل الفرق الرقابية .
وأعربت عبيدات عن أملها في أن يتحقق حلم اللاجئة السورية البصيري التي تسعى جاهدة إلى تطوير أعمالها في مجال صناعة الألبان والأجبان وتطمح بأن يكون لديها مشغل خاص لذلك إضافة الى مشاريعها الزراعية لا سيما ان لديها رغبة في إنشاء مشروع ضخم يسهم في تشغيل وتوفير فرص عمل للسيدات الأردنيات والسوريات. .
وختمت حديها بالإشارة الى تنفيذ الجمعية لمشاريع ذات صلة بإعادة التدوير والإستخدام الأمثل للنفايات المنزلية كبقايا القشور والفواكه والخضار لإستخدامها بإنتاج سماد عضوي في الزراعة إضافة لإستغلال عبوات البلاستيك المنزلية للزيوت في زراعة أصناف مختلفة مبينة ان الجمعية تعمل حاليا على إنشاء حديقة صديقة بالبيئة .
وبحسب الناطق الاعلامي في وزارة العمل محمد الزيود فقد بلغ عدد العمال السوريين الحاصلين على تصريح عمل ساري في محافظة اربد 13062.
واوضح الزيود ان العمالة السورية يسمح لها بالعمل والحصول على تصاريح عمل في المهن المسموح للعمالة الوافدة فقط وهم معفيون من رسوم التصاريح بموجب قرار رئاسة الوزراء منذ ٢٠١٦ ويجدد كل عام حتى نهايته.
واشار الى ان التعليمات والقرارات الصادرة بشأن اللاجئين السوريين من نواحي تنظيمية في سوق العمل وتصاريح عملهم جاءت بموجب التزامات الأردن الدولية وفقا لوثيقة العهد الأردني في مؤتمر لندن مؤكدا ان الوزارة ومن خلال مديرياتها المنتشرة في المحافظات تقدم كل التسهيلات اللازمة للسوريين .
وأضاف الزيود ان حصول العامل السوري على تصريح العمل يتطلب احضار البطاقة الأمنية والاوراق الثبوتية الخاصة بالمؤسسة التي يعمل بها اضافة للفحص الطبي مبينا ان العامل السوري معفي من الفحص الطبي والرسوم الخاصة بإصدار تصريح العمل مؤكدا ان كل التسهيلات تقدم للعمالة السورية .
ووفق ما نشرت وزارة العمل على الموقع الرسمي لها فقد قالت الوزارة انه تؤكد على العمالة السورية ضرورة العمل بشكل قانوني في سوق العمل والحصول على تصريح عمل عند صاحب عمل والالتزام بالمهنة المصرح العمل بها, والتأكيد على أن تصريح العمل هو حماية لكل من العامل وصاحب العمل, وأن العمل بشكل مخالف يعرض كل من صاحب العمل والعمل للمساءلة القانونية.
وبحسب وزارة العمل فان "الاستمرار في فترة تصويب أوضاع العمالة السورية وإعفاء أصحاب العمل من رسوم تصاريح العمل ورسوم الشهادة الصحية عن استخدام العمالة السورية والتي بدأت في شهر ابريل 2016, واعتماد البطاقة الأمنية الممغنطة للعامل السوري والصادرة عن وزارة الداخلية كوثيقة أساسية لغايات التقدم لطلب الحصول على تصريح عمل للعامل السوري”