محمية الغزلان مقصد سياحي مهم للترفيه بعيدا عن الضوضاء والتلوث الجوي المنبعث من العوادم، خصوصا مع الاكتظاظ السكاني في المدن، فتعد المحمية بهوائها النقي مقصدا هرباً من الازدحام والتلوث البصري والبشري، إلا أنهم اي «الزوار» يتركون وراءهم مخلفاتهم التي جاءوا بها من المدينة، ولا يجمعونها بل يتروكونها متناثرة بصورة تعكس رداءة فكر أصحاب هذا الفعل البشع، غير مدركين لخطورة تراكم النفايات التي تجمعها الرياح تحت الأشجار أو على حافة المنحدرات، بين الأشواك والصخور، ما ينقل ما نهرب منه من المدينة إلى محمياتنا وغابات وطننا، وما يزيد الأمر سوءا هو غياب الرقابة والحساب عن حماية الجمال؛ ما يؤدي لتشويهه، فمن أمن العقاب أساء الأدب.
لقد شوهت النفايات محمية الغزلان، ناهيك عن انبعاث الرائحة الكريهة في المكان، بالإضافة للتأثير على النظام الحيوي في المنطقة التي تتجمع فيها النفايات، وذلك عبر استجلاب القوارض والحشرات.
ويعد هذا الفعل المشين خطرا وكارثة بيئية، بترك أغلفة المواد الغذائية وزجاجات المياه والمشروبات الغازية والأكياس البلاستيكية والنشرات الدعائية وأعقاب السجائر، بالإضافة إلى المناديل الصحية والأوراق وغيرها.
للقمامة القدرة على التسبب بالضرر على صحة الانسان والسلامة العامة وكذلك على البيئة، ويعد تسمم الحيوانات وقتل الحياة المائية بشكل مباشر عن طريق الاختناق وغير مباشر من خلال التأثير على نوعية المياه احد اهم التاثيرات الضارة التي تسببها القمامة، رمي النفايات ايضا من شأنه أن يجذب الحشرات والقوارض، تحمل هذه القمامة الجراثيم التي تجذب الجرذان والتي عادة ما تحمل معها انواعا متعددة من الامراض التي تسبب المرض.
وللتخلص من القمامة، فإن حملات التنظيف للمجتمع من شأنها ان تشجع المواطنين على الفخر والمحافظة على مظهر نظيف وصحي.
يمكن للنفايات ان تشكل غزوا يكسو المكان و يمكن للناس أن تحدث فرقا ومن مسؤوليتنا ان ننظف القمامة بطريقة ودية للأرض.
إن المجتمعات النظيفة تشكل بيئة افضل لجذب الأعمال التجارية والسياح والمقيمين، لا يوجد هنالك أي سبب يدعونا لالقاء القمامة حيث يمكننا دائما ان نجد صندوق قمامة لنرمي فيه.
ويؤدي وصول التلوّث لأماكن عيش الكائنات الحيّة كالنباتات والحيوانات باحتمالية وفاتها، وبالتالي انقراضها؛ ما يؤثّر بشكل كبير على التنوّع البيولوجي الموجود على الكرة الأرضيّة، فعلى سبيل المثال تتسبب النفايات البلاستيكيّة خفيفة الوزن بالقضاء على كثير من الحيوانات البريّة والأليفة بالاختناق، كنتيجةً لتناولها بالخطأ، إذ إنها تسافر لمسافات كبيرة سواء أكان عن طريق الرياح، مياه الأمطار، أو المجاري المائيّة.
وللحد من النفايات يجب استخدام أكياس قماشيّة ذات الاستعمالات المتعددة، عوضاً عن الأكياس البلاستيكيّة لتقليل النفايات، وشراء مواد غذائيّة مغلّفة، وذات تعبئة أقل، صنع الطعام في المنزل وتجنّب شراء الوجبات السريعة ذات الأكياس المتعددة التي تصنع أكواما كبيرة من النفايات، وتقليل استخدام الورق، لتقليل النفايات الورقيّة الناتجة منه، إعادة تدوير الأغراض، كالتبرع بها، أو إرسالها للجهات المختصة بإعادة التدوير، والتخلّص من بقايا الأطعمة النباتيّة عبر تحويلها لسماد عضوي.
ووسط حالة من عدم المسؤولية تجاه الطبيعة الا أنها ستبقى المرجع الأول للإنسان، فلا تستحق أن نملأها بأوساخنا.. حافظ على نظافة بلدك لا تكن سببا في اتساخه.. المسؤولية علينا جميعا فابدأ بنفسك وكن قدوة لغيرك..