ارتفعت حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 251 شهيداً، منهم 110 أطفال، بعد تسجيل 7 وفيات جديدة، بينها طفلان، خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأحد، 17 أغسطس 2025، في ظل استمرار حرب التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
في سياق متصل، حذر المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، من انهيار وشيك للمنظومة الصحية، مشيراً إلى أن 52% من أدوية الأمراض المزمنة بات رصيدها صفراً، مع نقص حاد في أكياس الدم وأدوات نقل الدم، وانعدام 60% من مواد الفحص المختبرية. وأوضح البرش أن الوزارة تحاول وضع خطط لمواجهة العدوان الإسرائيلي، لكن إمكانياتها تبقى محدودة للغاية في ظل شح الموارد الطبية.
إبادة شاملة بأدوات متعددة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي بدعم أمريكي في أكتوبر 2023، يواجه القطاع إبادة جماعية تشمل القتل، التجويع، التدمير، والتهجير، متجاهلة نداءات المجتمع الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية. وأسفر العدوان عن أكثر من 217 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، مع دمار شبه كامل لمدن القطاع.
حرب نفسية وإنسانية
أكد البرش أن الاحتلال يستهدف الغزيين نفسياً، حيث يعاني أكثر من مليون طفل من صدمات نفسية عميقة، مع ظهور أعراض واضحة لدى 50% منهم، إضافة إلى 60 ألف امرأة حامل تواجه حرباً نفسية تهدف إلى تخويف السكان ودفعهم للانهيار. كما أشار إلى وجود 44 ألف يتيم، مما يفاقم المأساة الإنسانية.
مخاوف من اجتياح جديد
يأتي هذا التصعيد في ظل خطة إسرائيلية أقرها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) في 8 أغسطس 2025، طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال القطاع تدريجياً بدءاً من مدينة غزة. وحذر البرش من أن الاحتلال اعتاد ارتكاب مجازر كبيرة، كما حدث في شمال القطاع، حيث دمر منازل على رؤوس ساكنيها وقتل عائلات بأكملها.
ضرورة تدخل دولي
تؤكد هذه التطورات الحاجة العاجلة لتحرك دولي لوقف سياسات التجويع والإبادة، وتأمين تدفق المساعدات الطبية والإنسانية. وتواجه وزارة الصحة تحديات هائلة في الحفاظ على الخدمات الصحية وسط نقص الموارد، مما يهدد حياة مئات الآلاف، خاصة الأطفال والحوامل، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.