في أول تحرّك دبلوماسي رفيع منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، حمل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رسالة سياسية مزدوجة إلى موسكو: سوريا تغيّرت... وعلى التحالفات أن تُعاد صياغتها.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، الوزير الشيباني والوفد المرافق له في الكرملين، في زيارة رسمية تعكس بداية صفحة جديدة بين دمشق وموسكو، وسط مؤشرات على مراجعة شاملة للعلاقة بين البلدين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وتضمّن الوفد السوري شخصيات بارزة في الحكومة الجديدة، من بينها وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة حسين سلامة، والذين عقدوا مباحثات مع وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، تطرّقت إلى مستقبل التعاون العسكري وإعادة تقييم الاتفاقات الدفاعية القائمة.
الشيباني: نبدأ من الدروس.. لبناء سوريا جديدة
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال الوزير الشيباني إن الزيارة تمثل "بداية نقاش ضروري لصياغة المستقبل، انطلاقًا من دروس الماضي"، مؤكدًا أن بلاده تسعى إلى بناء علاقة جديدة وصحيحة مع موسكو تقوم على "الاحترام المتبادل والتعاون الصادق".
وكشف عن اتفاق الطرفين على تشكيل لجنتين مشتركتين لمراجعة وتقييم الاتفاقات الثنائية السابقة، مشددًا على أن سوريا الآن أمام "فرص كبيرة جداً لبناء دولة قوية وموحّدة"، معربًا عن أمله في دعم روسي حقيقي خلال هذه المرحلة المفصلية.
كما عبّر الشيباني عن تطلع دمشق إلى شراكة روسية كاملة في دعم مسار العدالة الانتقالية، بما يحقق دولة القانون ويمنع تكرار الانتهاكات، ويعيد الاعتبار للضحايا.
قمة مرتقبة في أكتوبر.. هل يحضرها الرئيس السوري الجديد؟
من جانبه، قال لافروف إن موسكو تأمل بحضور الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع القمة الروسية – العربية الأولى، المقرّر عقدها في موسكو بتاريخ 15 أكتوبر/تشرين الأول، مشيرًا إلى أهمية هذه المشاركة في تدشين مرحلة جديدة من العلاقة بين سوريا والعالم العربي، برعاية روسية.
وأعرب لافروف عن شكره للسلطات السورية على ضمان أمن القاعدتين الروسيتين في سوريا، مجددًا دعوة موسكو إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على دمشق.
رمزية التوقيت.. ورسائل تتجاوز موسكو
وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، إذ تُعد أول زيارة رسمية لحكومة ما بعد الأسد إلى الحليف الروسي الأهم، في وقت تسعى فيه القيادة السورية الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي وإعادة رسم صورة الدولة السورية ككيان شامل يمثل كل أطياف الشعب، بعيدًا عن إرث المرحلة السابقة.