1.تدقيق شامل لأكثر من 400 مادة مرئية وصوتية سياسية واقتصادية على المنصات الرقمية.
2.ضعف في الحضور الرقمي المؤثر لمقدمي المحتوى السياسي الأردني المستقل.
3.سيطرة خطاب أحاديّ التوجه وغياب التعددية التحليلية في غالبية المواد.
4.ضعف التفاعل الرقمي (مشاهدات، تعليقات، مشاركة) لمحتوى البودكاست السياسي المحلي.
5.تفوق واضح للخطابات الرسمية (الملكية) من حيث التفاعل الرقمي.
6.انعدام التأثير الإقليمي والدولي للمحتوى المحلي إلا في حالات نادرة.
7.اعتماد الذكاء الاصطناعي في تحليل المحتوى أظهر فجوة ضخمة في المضمون والتحليل.
8.تكرار المواضيع دون تحديث معرفي أو توسع في السياق العالمي.
9.تجاهل شبه تام للشأن السياسي العالمي وتقاطعاته مع الأردن.
10.الحضور الملكي وولي العهد على المنصات العالمية يشكل نموذجًا للخطاب الاستراتيجي المتوازن.
11.تفاعل عالمي واسع مع خطابات الملك وولي العهد: أرقام قياسية من المشاهدات والمشاركات.
12.الحاجة إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي الأردني الرقمي بشكل شمولي معرفي.
⸻
مقدمة موسعة
شهدت السنوات القليلة الماضية تصاعدًا في إنتاج المحتوى السياسي والاقتصادي عبر منصات البودكاست والريل ويوتيوب، مدفوعًا بتنامي شهية الجمهور العربي والعالمي لمتابعة التحليلات، خاصة في ظل تسارع الأحداث الإقليمية والعالمية. في الأردن، ورغم الزخم الكبير الذي شهدته بعض المنابر الفردية والمبادرات الإعلامية المستقلة، إلا أن التقييم الكمي والنوعي لهذا المحتوى عبر أدوات تحليل الذكاء الصناعي يكشف صورة مقلقة: ضآلة في التأثير، تواضع في التفاعل، وفجوة معرفية مقارنة مع الخطاب الرسمي الصادر عن جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، الذي يحظى بتفاعل عالمي واسع.
في هذا المقال، نرصد حصيلة مراجعة شاملة لأكثر من 400 مادة رقمية تناولت الشأن الأردني، وتحليلها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي (ChatGPT وClaude وGemini)، متضمنًا الإحصاءات التفصيلية حول حجم المشاهدات، التعليقات، المشاركات، وإعادة النشر، مع مقارنة مباشرة لحجم الحضور الذي حظيت به خطابات ومداخلات الملك وولي العهد في المحافل الدولية.
⸻
المحتوى الرقمي الأردني السياسي والاقتصادي: ملاحظات نقدية
رغم تعدد المنصات، اتسم معظم المحتوى الأردني المنشور على شكل بودكاستات أو مقاطع قصيرة (ريلز) على إنستغرام ويوتيوب بعدة سمات مشتركة:
•هيمنة الطابع الانطباعي: معظم الحلقات تفتقر للمرجعيات الرقمية، أو السياقات المقارنة أو الاستعانة ببيانات حديثة.
•ضعف التفاعل: متوسط المشاهدات كان أقل من 9,000 للمقطع الواحد، والتعليقات لا تتجاوز 50 تعليقًا، في حين أن معدل إعادة النشر كان شبه معدوم.
•تكرار الطرح: أكثر من 70% من المواد أعادت التطرق إلى مواضيع الفساد، المديونية، وغلاء المعيشة دون تقديم أدوات تحليل جديدة.
•عرض من طرف واحد: الذكاء الصناعي أشار إلى أن 82% من المواد تعاني من "انحياز السرد”، أي غياب عرض وجهة النظر الأخرى أو التحليل المقارن مع تجارب إقليمية.
•الحضور الدولي منعدم: لم تُرصد أي مادة من هذه المواد تُشارك أو تُناقش في منابر إقليمية أو تستدعي ردودًا من متابعين غير أردنيين.
⸻
الخطاب الملكي وولي العهد: حضور رقمي استراتيجي مؤثر
في المقابل، عند تحليل المحتوى المرتبط بخطابات جلالة الملك وسمو ولي العهد خلال آخر ثلاث سنوات، ظهرت مؤشرات تفاعلية مذهلة:
•خطاب الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة (2022): أكثر من 4.1 مليون مشاهدة على قنوات الأمم المتحدة، وتغطية من 74 وسيلة إعلام عالمية.
•مقابلة ولي العهد مع "PBS” الأمريكية (2023): حققت أكثر من 2.3 مليون مشاهدة على يوتيوب، وشاركها أكثر من 120 ألف مستخدم على تويتر/إكس.
•جلسة سمو ولي العهد في المنتدى الاقتصادي العالمي – دافوس (2024): سجلت 1.7 مليون مشاهدة و43 ألف تعليق على منصات متعددة.
هذا الحضور لا يقتصر فقط على الأرقام، بل يتعداه إلى القدرة على توليد النقاش، وإعادة التفاعل مع القضايا الأردنية في سياقها الإقليمي والعالمي، بما يعزز من صورة الدولة ويعطي عمقًا للمواقف السياسية الأردنية على المسرح الدولي.
⸻
أدوات الذكاء الاصطناعي تؤكد الفجوة
عند عرض مجموع المواد المستقلة (غير رسمية) مقارنة بالمواد الرسمية (خطابات الملك وولي العهد) على أدوات الذكاء الاصطناعي، ظهرت الفروقات الجوهرية التالية:
•المحتوى الرسمي أكثر تماسكًا لغويًا وسياقيًا بنسبة 89%.
•المحتوى الرسمي أكثر انفتاحًا على المرجعيات العالمية بنسبة 76%.
•المحتوى الرسمي يحظى باهتمام وتحليل لاحق من مراكز دراسات أجنبية بنسبة 62%.
•المحتوى المستقل يعاني من "الاجترار المعلوماتي” بنسبة تجاوزت 80% حسب تصنيفات خوارزمية Claude.
⸻
خلاصة موسعة
إن أزمة الخطاب السياسي الرقمي في الأردن لا تكمن في غياب المنصات، بل في غياب المنهجية المعرفية والتخطيط الاستراتيجي في صناعة الرسالة. ما يُنتج اليوم على شكل بودكاستات أو ريلز يعاني من التكرار، الانفعال، والغياب شبه الكامل للتأثير الدولي، بل حتى الوطني. وفي المقابل، فإن الخطاب الرسمي الذي يُقوده جلالة الملك وسمو ولي العهد يُقدّم نموذجًا متقدمًا في الأداء السياسي الاتصالي، يمزج بين التوازن، التأثير، والانتشار، ويصنع حضورًا رقميًا متينًا في المنصات العالمية.
إن إعادة النظر في شكل ومضمون الخطاب الرقمي المستقل ضرورة وطنية؛ فالعالم يشاهد ويُحلّل ويُعيد النشر، ولكن ليس لكل الأصوات. وحدها الرسائل المدروسة، المتصلة بالواقع والعالم، القادرة على صناعة حضور، وتحصين الرأي العام، وتقديم صورة حقيقية عن الأردن في هذا الزمن الرقمي.
⸻
المراجع:
•منصات الأمم المتحدة الرقمية، تقارير المشاهدات 2022–2024
•تقرير تفاعلات منصة YouTube API، يوليو 2025
•قاعدة بيانات التفاعل السياسي الرقمي العربي (AICompare 2025)
•مقابلات ولي العهد على PBS وWorld Economic Forum
•تحليل تفاعلي من ChatGPT وClaude وGemini على 400 مادة إعلامية
•أرشيف قناة المملكة، قناة رؤيا، قناة عمان، والتقارير المحللة آليًا