في قلب العالم العربي، وبين صخور التاريخ وسهول الجمال الطبيعي، يقف الأردن شامخًا بمقومات سياحية لا تضاهى. من البتراء المدينة الوردية، إلى وادي رم بصحرائه المدهشة، ومن البحر الميت المنخفض إلى عجلون الخضراء، كلها لوحات طبيعية وتاريخية تختصر حضارات العالم. لكن رغم هذا الزخم، تبقى السياحة الداخلية دون الطموح، وهو ما يحفزنا للحديث عن أهمية دعمها وتنشيطها.
لماذا السياحة الداخلية؟
تنشيط السياحة الداخلية لا يُعد ترفًا، بل هو خيار استراتيجي يعزز الاقتصاد الوطني، ويدعم المجتمعات المحلية، ويرسّخ الانتماء لدى المواطن لأرضه وثقافته. كما أن التوجه للسياحة الداخلية يعكس وعيًا وطنيًا في ظل الظروف الاقتصادية والتغيرات الإقليمية.
مخيم حرير رم نموذجًا:
كمثال على المبادرات الناجحة في هذا المجال، يبرز مخيم حرير رم في جنوب الأردن، الذي استطاع أن يجمع بين البساطة والرفاهية، وبين سحر الصحراء ودفء الضيافة. يوفّر المخيم تجربة متكاملة للزوار: من خيم بانورامية بإطلالات ساحرة، إلى عشاءات بدوية، وسهرات DJ عائلية، ومسارات ليلية لمراقبة النجوم.
هذا النوع من التجارب السياحية لا يقتصر على المتعة فحسب، بل يسهم في خلق فرص عمل، وتنشيط الحرف المحلية، وتكريس السياحة المستدامة.
ما المطلوب؟
1.دعم حكومي أوسع: من خلال إعفاءات ضريبية، وتمويل مبادرات شبابية في المناطق الريفية والسياحية.
2.تسويق رقمي محترف: باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والوصول لجمهور محلي أوسع برسائل موجهة.
3.تعزيز ثقافة "اكتشف بلدك”: عبر حملات توعوية وتشجيع المدارس والجامعات على تنظيم رحلات داخلية.
ختامًا،
الأردن ليس فقط محطة للزوار الأجانب، بل هو بيتٌ دافئٌ لأهله أيضًا. فلنمنح أنفسنا الفرصة لنراه بعيون جديدة، ولنكن نحن رواة قصصه الجميلة، خطوة بخطوة، من الشمال إلى الجنوب.
بقلم:
أنس طليب
ناشط في دعم السياحة الداخلية ومدير حجوزات في مخيم حرير رم