الأردن ،العظيم بقيادته الحكيمة، يقدم درسا في الشهامة ، والاحترافية ،والانتماء العربي الأصيل ، وسلاح الجو الملكي يعطي وفق تعليمات القيادة ابهى صور التلاحم الاخوي ، في العون والمساعدة ، فمن فوق جبال اللاذقية المشتعلة ،لم يكن الدخان وحدة ،هو الذي يعلو، بل كانت الكفاءة الأردنية ،تحلق بطائرات سلاح الجو الملكي ،وهي تسابق النيران ، بقلوب لا تعرف التردد .
الحرائق التي اجتاحت ،غابات الساحل السوري مؤخرا ،كشفت عن وجه آخر ،من وجوه الجندية الأردنية ،ليس فقط القوة والانضباط ،بل أيضا البعد الإنساني، والجاهزية العابرة للحدود .
فكان الأردن، سريع التلبية لنداء الإغاثة ،وأقلعت طائرات سلاح الجو الملكي ،من قواعدها ،باتجاه الأشقاء في سوريا ،ليس بصفتها طائرات عسكرية، بل كأذرع إنقاذ مدربة، تطير حاملة الماء والرجاء معا .
وهذه الشهامة ،لم تكن طارئة ،أو مرتجلة ،بل كانت استنادا إلى سنوات من التدريب الدقيق ،والتأهيل التقني، والخبرات المتراكمة ،في التعامل مع أسوأ السيناريوهات ،الجوية ،والبيئية .
سلاح الجو الأردني ،لا يواجه فقط ،المعارك العسكرية ، بل أيضا معارك الطبيعة ،بتكتيك علمي، وانضباط ميداني، لا يكل .
المناورة بين تضاريس وعرة ،وتوجيه رميات المياه، بدقة متناهية، على بؤر النيران، وسط تحديات الطبيعة ،والدخان ،لم يكن مهمة سهلة ، لكنها نفذت بكفاءة ،أدهشت المراقبين ، وأكدت أن سلاح الجو الملكي الأردني ، ليس مجرد قوة دفاع ، بل قوة إنقاذ إقليمي أيضا .
أن ما قام به الأردن ، ما كان فقط دورا فنيا ، أو طارئا بل رسالة بليغة ، أننا لا ننسى عروبتنا ،ولا نتخلى ،عن أهلنا في الجوار، في ساعات الحاجة ، فلا حسابات لنا ولا مصالح ، إلا أن نكون يدا بيد ، مع الأخوة الأشقاء ، لأن الإيمان بالأمن الإنساني لا يتجزأ .
وهذا التدخل ، يعكس إستراتيجية القيادة الهاشمية الحكيمة ، التي لطالما قدمت الأمن الإقليمي، والإنساني ، على المصالح الآنية ،مؤمنة بأن الإحسان ، وقت الحاجة ،أقوى من أي أتفاق .
فحين تتسابق جيوش العالم ،على التسلح، يؤكد الجيش الأردني ،أن الجندية الحقيقية ،لا تقاس بعدد الطائرات، بل بكيفية استخدامها ،في خدمة الإنسانية، والاحترافية ، التي أظهرها النشامى، من سلاح الجو، في عمليات الإطفاء، تجعلنا أكثر فخرا ،بقدرات وطننا ، وأكثر يقينا ،بأن جيشنا لا يحمل فقط السلاح ،بل يحمل الروح ،والضمير ،والقرار المسؤول .
تحية عز وفخر من القلب ، لكل من حلق في سماء سوريا ،حاملا رسالة النجدة ،باسم كل نشمي على ثرى الوطن ،تحية وفاء وولاء للقيادة الهاشمية ، التي تؤمن بأن القوة ، ليست في الردع ،بل أيضا في الرحمة ، ففي مواجهة النيران ، كان الطيار الأردني ،بطلا سامي الخلق والعطاء، بلا منازع ،والجناح الأردني ظلا واقيا ، لأرض شقيقة، أحرقتها النكبات ،أكثر من النيران .