في عالم يتزايد فيه التعقيد وتتسع فيه الفجوات الاجتماعية، يظهر تخصص العمل الاجتماعي كأحد أكثر التخصصات أهمية وحيوية في تحقيق التوازن الاجتماعي ودعم الفئات المهمشة والمحتاجة. فهو ليس مجرد دراسة أكاديمية، بل رسالة إنسانية، وأسلوب حياة، وأداة للتأثير الإيجابي في حياة الآخرين.
العمل الاجتماعي يهتم بفهم الأفراد والمجتمعات والبيئات المحيطة بهم، ويهدف إلى مساعدتهم على التكيف، والنمو، وتحقيق الرفاه الاجتماعي. يتعلم الطالب في هذا التخصص كيفية التعامل مع القضايا النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأفراد أو الأسر أو الفئات الخاصة، مثل الأطفال، وكبار السن، واللاجئين، وذوي الإعاقة، والمحرومين من التعليم أو الحماية.
ما يميز تخصص العمل الاجتماعي هو تنوع مجالاته التطبيقية، إذ يمكن للأخصائي الاجتماعي أن يعمل في مؤسسات حكومية، وجمعيات خيرية، ومستشفيات، ومدارس، ومراكز حماية الأسرة، وحتى في السياسات العامة والتنمية المجتمعية.
كما أن هذا التخصص يعزز مهارات التواصل، وفن الاستماع، والتخطيط، وحل المشكلات، واتخاذ القرار، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يؤمن بأن التغيير يبدأ من الإنسان، ولديه شغف بمساعدة الآخرين.
بالنسبة لي، لم يكن اختياري لتخصص العمل الاجتماعي مجرد قرار جامعي، بل هو امتداد لإيماني العميق بأن لكل فرد في المجتمع الحق في الدعم والاحترام والفرص المتساوية. ومن خلال دراستي، اكتشفت أن العمل الاجتماعي لا يمنحني فقط أدوات للمساعدة، بل يعلمني كيف أكون إنسانة أكثر وعيًا، تعاطفًا، ومسؤولية تجاه قضايا مجتمعي.