في عالم تتقاطع فيه التحديات التعليمية مع المتغيرات الاجتماعية، برزت منى ضيف الله الجبور كواحدة من النماذج الأردنية الرائدة التي جمعت بين الريادة الأكاديمية والمسؤولية المجتمعية، لتكون صوتًا للعلم، ويدًا للعطاء، وعقلًا يسعى للتغيير الإيجابي.
تشغل الجبور حاليًا منصب رئيس قسم البحث والاستشارات في المركز الوطني للتدريب وتأهيل المدربين – جامعة البلقاء التطبيقية، حيث تقود جهودًا نوعية في تطوير البرامج التدريبية، ورفع كفاءة الكوادر التعليمية والإدارية، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، وطموحات التنمية الوطنية.
لكن تميّز الجبور لا يقف عند حدود العمل المؤسسي، بل يتعداه إلى مجال الإرشاد الطلابي والتأهيل النفسي والأكاديمي، إيمانًا منها بأن نجاح الطالب لا يُبنى على التحصيل العلمي فقط، بل على بناء شخصيته المتكاملة، وتمكينه من أدوات الحياة والتفكير المستقل.
وفي بادرة لافتة، أولت الجبور أبناء البادية والبلديات اهتمامًا خاصًا، من خلال دورات تدريبية وورش عمل مكثفة بالتعاون مع جامعة البلقاء التطبيقية، لإيصال التنمية إلى حيث الحاجة الحقيقية، وترسيخ العدالة في فرص التعلم والنمو.
وتؤمن الجبور بأن الشراكة المجتمعية هي حجر الأساس في التنمية، لذا حرصت على بناء علاقات تعاون مع مؤسسات رسمية ومجتمعية، بهدف توسيع أثر الجامعة خارج أسوارها، وجعل التدريب والتأهيل ممارسة وطنية مستدامة، لا ترفًا أكاديميًا.
سيرتها المهنية تشهد لها بأنها قائدة بالفكر، ملهمة بالفعل، ومؤثرة بالحضور، إذ تركت أثرًا عميقًا في ميادين البحث والإرشاد والمجتمع، وكانت نموذجًا للمرأة الأردنية التي تجمع بين العقل والرحمة، وبين التخطيط والعمل، وبين الطموح والانتماء.
وفي زمن التغيير، تبقى منى ضيف الله الجبور علامة فارقة في ساحة التعليم والتدريب، ورسالة واضحة بأن العمل الأكاديمي حين يُغلف بالإنسانية، يصبح أداة لبناء وطن أقوى، وجيل أرقى، ومستقبل أوفى بالوعد.