في ميدان الإعلام العسكري، تبرز أسماء تركت بصمة لا تُمحى في ذاكرة الوطن، ومن بينها الوكيل أول المتقاعد مأمون غالب أبو هزيم، أحد أبرز المصورين التلفزيونيين في مديرية التوجيه المعنوي سابقاً الإعلام العسكري والذي سطّر بعدسته قصة جيشٍ عريق، ونقل صور البطولة والانتماء إلى كل بيت أردني.
لم يكن مأمون أبو هزيم مجرد مصوّر، بل كان جنديًا خلف الكاميرا، يحمل مسؤولية نقل الصورة بدقة واحتراف، ليُري العالم هيبة الجيش العربي الأردني، ويُخلّد اللحظات المفصلية التي شكّلت ذاكرة المؤسسة العسكرية.
امتدّ دوره الميداني إلى البرنامج العريق "جيشنا العربي"، حيث ساهم في توثيق مسيرة الجيش بعدسة مبدعة، ولقطة محسوبة، تظهر فيها التفاصيل التي لا يلتقطها إلا المحترفون. ولم يقتصر عمله على الاستوديوهات بل كان في قلب الميدان، يوثّق التمارين العسكرية والمناورات الكبرى التي أجرتها وحدات الجيش، ما بين الوديان والسهول والمعسكرات.
عمل أبو هزيم خلال مسيرته مع كبار القادة العسكريين، وعلى رأسهم المشير الركن الراحل فتحي أبو طالب، وعدد من قادة الجيش العربي، ليُخرج الصورة التلفزيونية من إطارها التقليدي إلى آفاق أوسع وأكثر تأثيرًا. لقد كان بعمله صلة وصل بين الكاميرا والبطولة، وبين الوطن وشاشته.
تميّز بأداء احترافي نادر، وفهم دقيق لزوايا الصورة ورسائلها، فكانت لقطته تتحدث، وتوثيقه للمشهد يحفظ التاريخ للأجيال.
اليوم، يقف مأمون أبو هزيم شاهدًا على مرحلة إعلامية مشرقة في مسيرة التوجيه المعنوي، ومثالًا للوفاء والانتماء، حيث جعل من عدسته سلاحًا لنقل الحقيقة، ومن عمله تحية مصوّرة لوطن يستحق كل تضحية.