بين الكلمة والموقف وبين الإعلام والبرلمان تشكلت مسيرة عمر العياصرة كنموذج لصوت وطني ناضج يتطور دون أن يتغير في جوهره ففي المشهد الأردني الإعلامي والسياسي برز العياصرة كأحد أبرز الأصوات التي جمعت بين المهنية الصحفية والتجربة السياسية الميدانية.
رحلته ليست مجرد قصة نجاح فردي بل انعكاس لتطور الإعلام والسياسة في الأردن وتعبير عن وعي يميز الفاعلين الوطنيين.
ولد عمر العياصرة في بيئة أردنية محافظة ترسخت فيها قيم الولاء والانتماء للوطن والعرش الهاشمي حصل على شهادة في الإعلام والصحافة ما أتاح له فهماً معمقاً لدور الإعلام في تشكيل الوعي الوطني.
انطلاقة إعلامية مؤثرة بدأ العياصرة عمله الصحفي في عدد من الصحف الأردنية ثم تولى رئاسة تحرير صحيفة "الدستور" إحدى أعرق المؤسسات الإعلامية في المملكة وبرز في تلك المرحلة بأسلوبه الجريء والموضوعي حيث ركز على قضايا الإصلاح وحدة المجتمع ودور الإعلام التنموي.
كتب في أحد مقالاته عام 2015 "الإعلام ليس مجرد نقل للأخبار بل هو أداة بناء وطنية يجب أن توجه الرأي العام نحو الوحدة والتقدم"
تطور الخطاب ثلاث مراحل رئيسية على مدار سنوات، مر أسلوب العياصرة بثلاث مراحل رئيسية:
1. المرحلة الأولى (2012–2015): خطاب يتسم بالصراحة تناول قضايا الإصلاح بوضوح وانتقد الممارسات السلبية.
2. المرحلة الثانية (2016–2019): خطاب أكثر توازناً دعا إلى الحوار الوطني والتوافق السياسي.
3. المرحلة الثالثة (2020–2024): رؤية استراتيجية شاملة تناولت تحديات اقتصادية واجتماعية وركزت على دور الشباب والدبلوماسية.
وفي مقاله عام 2018، كتب "الشباب هم مستقبل الأردن والاستثمار فيهم هو الاستثمار الحقيقي في بناء الوطن"
دخول الحياة البرلمانية انتُخب العياصرة نائبًا في مجلس النواب حيث ركز على التشريعات ذات البعد الإصلاحي والاجتماعي ودافع عن حقوق الشباب والمشاركة السياسية.
كتب في مقال بصحيفة "الرأي" عام 2017 "الإصلاح السياسي هو الطريق الوحيد لاستدامة الاستقرار وتحقيق العدالة الاجتماعية "
منابر الحوار من الجرأة إلى الحكمة في بداياته الإعلامية عُرف العياصرة بصراحته في اللقاءات التلفزيونية إذ قال عام 2012 " أنا أؤمن بأن الإعلام يجب أن يكون صريحاً حتى لو واجه صعوبات لأن الحقيقة تبني الثقة "
أما في لقاءاته الأحدث فظهر بأسلوب دبلوماسي ناضج وقال عام 2024 " اليوم نحتاج إلى نهج متوازن في معالجة قضايانا الوطنية فالوطن يتطلب منا العمل بروح الوحدة لضمان مستقبل مستقر "
عضوية مجلس الأعيان تعيينه في مجلس الأعيان شكّل نقلة نوعية تعكس حجم تجربته المنصب منحه مساحة أوسع للمساهمة في السياسات الوطنية وتعزيز التوازن بين الطرح الإعلامي والممارسة التشريعية.
الاستجابة للنقد والنمو الذاتي رغم مروره بتجارب صعبة ونقد علني إلا أن العياصرة عرف عنه تقبله للنقد وتطوره منه ما رسّخ صورته كشخصية وطنية ناضجة.
شخصية قريبة من الناس خارج الإطار الرسمي يُعرف عمر العياصرة بتواضعه وقربه من الناس مما أسهم في توسيع قاعدة علاقاته واحترامه الشعبي في مختلف الأوساط.
إيمان راسخ بالشباب والإعلام الوطني يؤمن العياصرة بأن الشباب هم محور التنمية وأن الإعلام أداة إصلاح لا غنى عنها.
كتب مقالته عام شبابي عام 2018 " لا يمكن تحقيق التنمية دون إشراك الشباب في صنع القرار وممارسة حقوقهم السياسية والاجتماعية "
خاتماً مسيرة عمر العياصرة تمثل نموذجًا متوازنًا يجمع بين الجرأة الإعلامية والنضج السياسي وبين الانتماء للوطن والقدرة على التعبير عنه بمسؤولية.
هي سيرة تتجاوز حدود التجربة الشخصية لتشكل مرآة لعلاقة ناضجة بين الصحافة الوطنية والسياسة الراشدة.