هل أصبح تعاطي المخدرات الحديثة بين الشباب الأردني أمرًا عاديًا؟ هل نراقب بصمت كيف يغزو "الجيل الجديد من السموم" عقول أبنائنا وبناتنا تحت مسميات خادعة مثل "سبايس"، "فلاكا"، و"الميث كريستال"؟!
إنها ليست مبالغة، بل واقع خطير يتصاعد بهدوء. فالمخدرات الاصطناعية باتت اليوم متوفرة على أرصفة الشوارع، وفي متناول أي مراهق يمتلك هاتفًا متصلًا بالإنترنت. الأسوأ من ذلك؟ أن الكثير من الأهالي لا يعرفون حتى أن هذه الأنواع موجودة.
لماذا يجب أن نقلق؟
لأن هذه المواد:
تُباع على شكل "بخور عشبي" أو "منشطات طبيعية".
لا تُكتشف بسهولة في فحوصات الدم والبول.
تسبب سلوكًا عدوانيًا، ذُهانًا، هلوسات، وقد تؤدي للموت الفوري.
تنتشر بين طلاب المدارس
والجامعات بصمت مُرعب.
وأين نحن من الحل؟
الرهان ليس على الحكومات فقط، بل علينا نحن، كمجتمع. فكل أب وأم، كل معلّم ومعلمة، كل إعلامي ومسؤول... الجميع معنيٌّ بهذه المعركة.
هل نملك الشجاعة لفتح هذا الملف على طاولة النقاش؟
هل نضغط من أجل إدخال برامج تثقيفية حقيقية في مناهج التعليم؟
هل نستخدم وسائل التواصل كما يستخدمها المروّجون – ولكن لصالح أبناءنا؟
المخدرات الحديثة لا تفرّق بين غني وفقير، ولا بين مدينة وقرية. إنها تغزو العقول بهدوء، وتقتل الطموح في مهده. إذا لم نتحرك اليوم، فسندفع ثمن الغد باهظًا.
صرخة نوجّهها لكل الأسر والشباب :
لا تستهِن بالابتسامة الزائفة على وجه ابنك، ولا بتغيّره المفاجئ في النوم أو الانعزال. كل إشارة قد تعني بداية الطريق نحو الإدمان.
ابدأ اليوم بالسؤال، بالحوار، بالاحتضان... قبل أن تتحول الوقاية إلى ندم، واللامبالاة إلى مأساة.
لقد سجلت التقارير الأمنية والصحية الأردنية مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في حالات التعاطي، خاصة بين الفئة العمرية من 14 إلى 25 سنة. هذا الجيل يتعرض لهجوم لا تُرى أدواته بسهولة، لكنه يُسقط ضحاياه بسرعة.
---
من المسؤول؟
الأسرة التي تغيب عنها لغة الحوار.
المدرسة التي لا تملك أدوات الكشف المبكر.
الجهات الرقابية التي لا تواكب تطور السوق السوداء.
المجتمع الذي لا يجرؤ على مواجهة الحقيقة.
السؤال الأصعب: هل نصحو فقط عندما يصل ابننا إلى مصحّة الإدمان؟ أم نتحرك اليوم قبل أن يفوت الأوان؟
إلى الشعب الأردني:
أوقفوا الصمت.
اسألوا أبناءكم: من هم أصدقاؤهم؟ ما الذي يتابعونه؟ ماذا يشترون؟
اطلبوا من مدارسكم برامج توعية حقيقية.
طالبوا بمنهج وطني لمكافحة المخدرات الجديدة، لا يكتفي بالشعارات، بل يصنع وعيًا حقيقيًا.
---
نحن في سباق مع الوقت... إما أن نواجه الحقيقة الآن، أو ندفن رؤوسنا حتى نفقد جيلًا كاملًا.