بداية، أنا ورد بني ملحم، شاب أردني من أبناء العشائر الأردنية، أفتخر بانتمائي لهذا الوطن وأحمله في قلبي حبًا وولاءً لا يتغيّر. أكتب هذه الكلمات من إحساسي كمواظن يرى ما يجري حوله، ويؤمن بأن الأردن سيبقى ثابتًا رغم كل التحديات.
ومن أبرز هذه التحديات التي نعيشها نحن طلبة الجامعات، ما نواجهه في الجامعات الخاصة تحديدًا. ففي كل صباح، أبدأ يومي الجامعي محمّلاً بهمومٍ لا تتوقف عند حدود المحاضرات أو الامتحانات، بل تمتد إلى أعباء مالية تثقل كاهلي وكاهل أسرتي.
الرسوم الجامعية في معظم الجامعات الخاصة باتت تمثل عبئاً ثقيلاً لا يتماشى مع دخل الأسرة الأردنية المتوسّطة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمرّ بها. كثيرٌ من الطلبة يعملون في وظائف جزئية بعد الدوام لتأمين جزء من القسط، بينما يضطر آخرون لتأجيل فصل دراسي أو أكثر بسبب عجزهم عن السداد.
وما يزيد الأمر صعوبة هو أن التحديات الأكاديمية لا تقل عن المادية. فالمناهج مكثّفة، والضغوط النفسية كبيرة، والبيئة التنافسية تستهلك طاقة الطالب، فيغدو التعليم بالنسبة له صراعاً للاستمرار أكثر منه تجربة لبناء الذات.
لكن رغم كل هذا، ما يزال فينا الأمل. نؤمن أن التعليم حق وليس امتيازًا، ونأمل أن يكون هناك دعم حقيقي للطلبة غير المقتدرين، سواء عبر تسهيلات مالية، أو منح، أو برامج مساندة تحافظ على استمرارية الطالب وتحمي مستقبله.
نحن لا نطلب المستحيل، نطلب فقط أن نحظى بفرصة عادلة نكمل بها طريقنا، لأننا أبناء هذا الوطن، ونريد أن نبنيه ونرتقي به، لا أن نتعثر تحت وطأة همومنا.