في كل عام، يعود الحديث مجدداً عن امتحان الثانوية العامة، ليصبح موضوعًا جدلياً تتكرر فيه ذات الأخطاء والمشكلات دون حلول حقيقية تُذكر.
كطالب جامعي اجتزت مرحلة التوجيهي منذ فترة، أقولها بصراحة لم أكن راضياً عنها، لا من حيث الأسلوب ولا من حيث الفائدة الفعلية التي خرجت بها.
التعليم ليس مجرد مرحلة نمر بها، بل هو الركيزة الأساسية التي تُبنى عليها المجتمعات. ولهذا السبب، يجب التعامل مع هذا الملف بحذر شديد، وبذل كل الجهد والاستثمار في تطوير المدارس، الجامعات، والوسائل التعليمية الحديثة.
وللأسف، ما نراه اليوم أن الغالبية من المعلمين يدرّسون فقط من أجل الراتب، دون اكتراث حقيقي بمستقبل الطلبة أو ما يجنونه من فائدة خلال سنوات الدراسة. هذه المشكلة تتطلب وقفة جادة، فالمعلم هو أساس العملية التعليمية، وإذا غاب فيه الشغف والرسالة، ضاعت معها الأجيال القادمة.
نظام التوجيهي من حيث شكل الامتحان، تقسيم المواد وآلية التقييم بحاجة إلى إعادة نظر شاملة. يجب أن يكون هناك تخطيط علمي مدروس، قائم على أسس حديثة، وليس اجتهادات تقليدية. ومع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والوسائل الرقمية، أصبح من الضروري الاستفادة من هذه الأدوات بشكل فعال، ولكن تحت إشراف خبراء حقيقيين، لا مجرد أشخاص يحملون شهادات أو يمتلكون سنوات خدمة طويلة دون إنجاز ملموس.
في الختام.. التعليم ليس مجالاً للتجريب العشوائي أو الاستهتار، بل قضية مصيرية تتعلق بمستقبل وطن. نحتاج إلى معلمين مؤمنين برسالتهم، وخبراء حقيقيين يقودون التغيير، ونظام تعليمي حديث يواكب العالم. التغيير يبدأ من الآن، ومن كل صوت يطالب به.