توصيات مؤتمر القيادات التربوية الثاني
2025 – خريطة طريق للنهوض بالتعليم الوطني
نيروز – محمد محسن عبيدات
اكد رئيس مؤتمر القيادات التربوية الثاني
2025 مدير التربية والتعليم للواء بني كنانة الدكتور زياد الجراح انه انطلاقا من إيمان
وزارة التربية والتعليم الراسخ بدور القيادة التربوية الفاعلة في تطوير منظومة التعليم،
جاء مؤتمر القيادات التربوية الثاني لعام 2025 ليشكل منصة وطنية رائدة جمعت الخبراء
والمعنيين بالتربية والتعليم من مختلف محافظات المملكة. وقد أسفر المؤتمر عن مجموعة
توصيات شاملة تشكّل خريطة طريق لتحديث السياسات والممارسات التربوية، بما يواكب التحولات
العالمية ويستجيب لاحتياجات المجتمع المحلي. وقد تم تصنيف التوصيات ضمن ستة محاور رئيسية،
تناولت مختلف جوانب العملية التعليمية، بدءًا من القيادة التربوية وانتهاءً بالدعم
المؤسسي والتنفيذي.
أولاً: تعزيز القيادة التربوية والتطوير المهني
ركزت التوصيات في هذا المحور على بناء بيئة
مهنية متكاملة تدعم القيادات التربوية وتطوّر أداءها وفقًا لأفضل الممارسات العالمية.
فقد تم التأكيد على أهمية استحداث أندية للقيادات التربوية في كل محافظة، بإشراف وزارة
التربية والتعليم، لتكون منصات حيوية لتبادل الخبرات وتنظيم لقاءات دورية تُفضي إلى
بناء مجتمع مهني تعاوني. كما دعت التوصيات إلى تنفيذ برامج تدريبية متخصصة ومستمرة
تواكب التحولات التكنولوجية والتربوية المتسارعة، إضافة إلى اعتماد نماذج إدارية مرنة
ومبتكرة تركز على مفاهيم القيادة التحويلية.
ولتحقيق نقلة نوعية في الأداء المهني، شدّد
المؤتمر على ضرورة بناء خطة وطنية شاملة للتطوير المهني تستند إلى الاحتياجات الواقعية
وتستوعب المستجدات العالمية، إلى جانب تعزيز الشراكات مع الجامعات والمراكز البحثية
لتغذية الميدان بممارسات قائمة على الأدلة العلمية. كما أوصى المشاركون بإنشاء منصة
وطنية رقمية للقيادات التربوية تتيح تبادل المعرفة والمحتوى التدريبي وتحديثه بصفة
دورية.
ثانياً: التعليم المبكر والهوية المهنية للمعلمين
انطلاقًا من الدور المحوري الذي تؤديه مرحلة
الطفولة المبكرة في تشكيل شخصية الطفل، أوصى المؤتمر بضرورة وجود معلّمتين في كل شعبة
لرياض الأطفال، لتلبية حاجات الأطفال النفسية والتعليمية بشكل متكامل. كما أكدت التوصيات
على أهمية تعزيز الصورة الإيجابية لتخصصي رياض الأطفال ومعلم الصف، لما لهما من خصوصية
في بناء القيم والمهارات الأساسية لدى المتعلمين في المراحل الأولى من التعليم.
ثالثاً: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في
التعليم
في ضوء التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي،
جاءت توصيات هذا المحور داعية إلى تطوير بروتوكولات لحماية البيانات الشخصية والأكاديمية
للطلبة، بما يضمن العدالة والشفافية. كما شددت على أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في
تحليل الميول المهنية للطلبة وتوجيههم نحو تخصصات تتناسب مع قدراتهم واحتياجات سوق
العمل.
وحرص المؤتمر على إبراز أهمية تحقيق التوازن
بين التقنية والتجربة الواقعية، من خلال الدمج الذكي بين البيئات الافتراضية والتطبيقات
العملية، مع تمكين المعلمين من أدوات الذكاء الاصطناعي عبر ورش ودورات تدريبية دورية.
كما أوصى بتعميم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بطريقة جاذبة تعزز التفاعل،
والعمل على تذليل التحديات التي تعيق تطبيق هذه التقنيات عبر حلول منهجية ومبتكرة.
رابعاً: التوجيه المهني والتعليم المهني والتقني
إدراكًا لأهمية التوجيه المهني المبكر في
بناء مستقبل الطلبة، دعت التوصيات إلى بدء تطبيق منظومة التوجيه المهني منذ الصف الرابع
الأساسي، وتدريب المعلمين والمرشدين على استراتيجيات فعّالة في هذا المجال. كما أكدت
على أهمية تمكين الطلبة من اتخاذ قراراتهم المهنية بوعي ذاتي في نهاية المرحلة الأساسية،
اعتمادًا على ميولهم وقدراتهم.
كما شملت التوصيات توسيع نطاق التعليم المهني
والتقني ليتلاءم مع متطلبات سوق العمل، وتطوير المناهج المهنية لتواكب التكنولوجيا
والاقتصاد الرقمي، وتعزيز الشراكة بين المدارس والقطاع الصناعي عبر برامج تدريب ميداني.
كذلك تم التأكيد على تأهيل الكوادر التعليمية في المجال المهني بالشراكة مع مؤسسات
محلية ودولية، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية التعليم المهني كمسار حيوي يفتح آفاقًا واسعة
أمام الشباب.
خامساً: الإبداع، الإشراف التربوي وبيئة التعلم
في هذا المحور، شددت التوصيات على أهمية تبني
نهج الابتكار في الإدارة المدرسية ودعم المبادرات النوعية التي تعزز التميز في الأداء.
كما دعت إلى تطوير الإشراف التربوي ليكون تشاركيًا وتحليليًا يركز على تحسين النتائج،
إلى جانب تهيئة بيئات مدرسية محفزة للطلبة والمعلمين تشمل الدعم النفسي والاجتماعي.
كما أوصى المؤتمر بـ دمج التكنولوجيا الحديثة
في النظام التعليمي والإداري، وتطوير منصات تعليمية تفاعلية داعمة للتعلم المستدام،
وإصدار مجلة تربوية سنوية معتمدة من الوزارة لنشر التجارب التربوية الملهمة. ومن أبرز
التوصيات أيضًا تفعيل سياسات التعليم الدامج عبر توفير الموارد البشرية والمادية لضمان
تعليم شامل وعادل للجميع.
سادساً: الدعم المؤسسي والتنفيذي
اختتم المؤتمر أعماله بتوصية محورية دعت فيها
وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الشريكة إلى توفير الدعم المالي والفني اللازم لتفعيل
المبادرات التربوية التي تهدف إلى رفع جودة التعليم وتعزيز كفاءته على المستوى الوطني.
ويشكل هذا الدعم الركيزة الأساسية لضمان استدامة الجهود التطويرية وتحقيق أثر ملموس
في الميدان التربوي.
ووجه الجراح رسالة شكر للمشاركين والمتحدثين
والمنظمين في مؤتمر القيادات التربوية الثاني 2025 وقال : باسمي واسم مديرية التربية والتعليم للواء
بني كنانة، أتقدم إليكم جميعًا بأسمى آيات الشكر وعظيم التقدير على مشاركتكم الفاعلة
وجهودكم المخلصة التي كان لها الأثر البالغ في إنجاح فعاليات مؤتمر القيادات التربوية
الثاني لعام 2025. لقد شكل حضوركم الكريم، ومساهماتكم القيمة من خلال الأوراق العلمية والمداخلات
الثرية، إضافة نوعية للمضامين التربوية التي طُرحت، وأسهم في رسم ملامح رؤية وطنية
تطويرية للعمل التربوي، تستجيب لطموحاتنا في بناء منظومة تعليمية أكثر كفاءة وابتكارًا. كما لا يفوتني أن أعبّر عن بالغ الامتنان
لكل من كانت له بصمة واضحة في التنظيم، والتنسيق، والمتابعة، من فرق العمل والداعمين
والشركاء، الذين تجلّت في عطائهم روح الفريق الواحد والانتماء الأصيل للرسالة التربوية. إن نجاح هذا المؤتمر ما كان ليتحقق لولا تكاتف
الجهود، وصدق النوايا، والرغبة الصادقة في خدمة الميدان التربوي، فلكم منا كل التقدير
والثناء، راجين من الله أن تتواصل لقاءاتنا التربوية بما يخدم أبناءنا الطلبة، ويعزز
مكانة التعليم في وطننا الغالي. وفقكم الله، وسدد على دروب الخير خطاكم.
المنسق
العام للمؤتمر مديرة مدرسة يبلا الأساسية للبنات سميرة الطويل قالت أيضا :أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من شارك وأسهم
في إنجاح مؤتمر القيادات التربوية الثاني 2025، من متحدثين، ومشاركين، وداعمين. لقد
كان لتعاونكم وجهودكم الصادقة الأثر الكبير في تحقيق هذا النجاح، فلكم مني كل الامتنان
والعرفان.