شهد الإعلام في السنوات الأخيرة تطوراً غير مسبوق، حيث انتقل من الوسائل التقليدية إلى عصر الرقمنة والسرعة الفائقة في نقل المعلومة.
ففي الماضي، كان الإعلام محصوراً في الصحف الورقية والمجلات والإذاعات والتلفزيون، وهي أدوات رغم أهميتها في حينها، إلا أن قدرتها على إيصال الخبر كانت محدودة زمنياً وجغرافياً. أما اليوم، فقد بات العالم يعيش في زمن الإعلام الرقمي، حيث تصل المعلومة إلى الملايين خلال ثوانٍ عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
ورغم هذا التطور اللافت، إلا أن المسؤولية الإعلامية باتت أكبر وأكثر تعقيداً. فانتشار الخبر بسرعة لا يعني بالضرورة صحته، ولذلك يجب على كل من يتعامل مع المعلومة أن يلتزم بالمصادر الموثوقة مثل وكالات الأنباء الرسمية، والمواقع الإلكترونية المرخصة، والقنوات التلفزيونية المعتمدة.
إن نشر الأخبار دون تحقق، أو تداول صور ومقاطع دون إذن أصحابها، قد يعرّض الناشر للمساءلة القانونية، لأن الشائعة في العصر الرقمي تنتشر كالنار في الهشيم، وتترك آثاراً يصعب تداركها. ومن هنا تبرز أهمية الالتزام بأخلاقيات المهنة، والتمسك بالموضوعية والمصداقية والحقيقة كقيم أساسية في العمل الإعلامي.
وقد شهد الإعلام الأردني، في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، نقلة نوعية نحو التقدم والاحترافية، حيث أصبح ينافس على المستويين الإقليمي والدولي في المصداقية، وسرعة نقل الخبر، والتميز في الطرح والمعالجة الإعلامية. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم المتواصل للحرية المسؤولة، والبيئة الإعلامية التي تشجع على الابتكار والتطور.
الإعلام اليوم ليس مجرد نقل للخبر، بل هو مسؤولية ورسالة، وعلى كل إعلامي أن يعي حجم التأثير الذي يمكن أن يحدثه بكلمة واحدة، في ظل عالم مفتوح لا يعترف بالحدود ولا ينتظر التأكيد.