في مداخلتي هذه، ومن خلال هذه المنصة المحترمة، أؤكد أن الأردن لا يُقاس بحجمه الجغرافي ولا بموارده الطبيعية المحدودة، بل يُقاس بما قدمه ويقدمه من نموذج متقدم ومتوازن في مجالات متعددة، مقارنة بدول نامية مشابهة له في البنية السكانية والاقتصادية، بل ويتفوق في بعض المجالات حتى على دول ذات إمكانيات أعلى.
1. التعليم وتنمية الموارد البشرية
•بلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة 98.42%، وهو من أعلى المعدلات في الإقليم، ويفوق معدلات العديد من الدول النامية.
•نسبة الإنفاق على التعليم تقارب 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بما يعكس التزام الدولة ببناء الإنسان كأولوية.
2. الرعاية الصحية والعمر المتوقع
•متوسط العمر المتوقع في الأردن يزيد عن 75 عامًا، متفوقًا على متوسط دول نامية، ومواكبًا لمستويات العديد من الدول المتقدمة.
•الأردن يُعد من الدول القليلة في المنطقة التي تحتضن سياحة طبية نشطة، إذ يستقطب ما يزيد عن 250 ألف مريض سنويًا من خارج البلاد.
3. الاقتصاد ومؤشرات الأداء
•الناتج المحلي الإجمالي للفرد تجاوز 4,000 دولار، متقدمًا على عدد من الدول النامية ذات الكثافة السكانية والموارد المشابهة.
•نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي ما زالت تشكل تحديًا، لكنها ضمن حدود مدارة عبر سياسات مالية مرنة.
4. الأمن ومؤشرات السلام
•الأردن يحتل مرتبة متقدمة في مؤشر السلام العالمي، مقارنة بدول في ذات المحيط الجغرافي تعاني من مستويات عالية من النزاعات أو الاضطرابات.
5. السياحة والهوية الثقافية
•يساهم قطاع السياحة بما يقارب 14.6% من الناتج المحلي، وهي نسبة تفوق بعض الدول ذات المقومات السياحية الأوسع.
•التنوع الثقافي والديني والعرقي في الأردن يشكل عنصر قوة، ويُدار بمنهجية تصالحية تضمن التماسك المجتمعي.
6. البيئة والاستدامة
•الأردن يُعد من الدول ذات الوعي البيئي المتنامي، رغم كونه من أفقر دول العالم مائيًا.
•سياسات التحول نحو الطاقة المتجددة بدأت تؤتي ثمارها، حيث تجاوزت نسبة الاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح 20% من إجمالي استهلاك الطاقة.
7. التكنولوجيا والتحول الرقمي
•الأردن يحتل مرتبة متقدمة في البنية التحتية الرقمية بين الدول النامية، ويُعرف بكونه مركزًا إقليميًا لشركات التقنية والريادة.
•أكثر من 75% من سكانه متصلون بالإنترنت، ما يعزز إمكانيات التعليم والعمل عن بعد.
8. مشاركة المرأة
•بالرغم من أن مشاركة المرأة في سوق العمل تبلغ 14% فقط، وهو معدل أقل من المتوسط العالمي، فإن الأردن يحقق تقدمًا ملحوظًا في التعليم الجامعي للإناث، حيث تفوق نسبتهن الذكور في بعض التخصصات.
9. القضاء وسيادة القانون
•يُعد الأردن من الدول التي تحتفظ بقضاء مستقل إلى حد كبير مقارنة بعدد من الدول النامية، ويصنّف في المراتب المتقدمة إقليميًا من حيث حماية الحقوق الأساسية.
خلاصة:
إن الدور الحقيقي للأردن، وسفيره إلى العالم، ليس فقط دبلوماسيًا رسميًا، بل هو ذلك النموذج الذي يقدّمه في التعليم، الصحة، الأمن، التكنولوجيا، التعددية، والبيئة. وعلى الرغم من التحديات، فإن الدفع بالأرقام والمقارنات الواقعية، يضع الأردن في مكانته الحقة كدولة مساهمة في مسيرة التقدم الإنساني، حضاريًا وأخلاقيًا.