في خضم عالم يموج بالتغيرات والتحديات، تبرز الصحافة الأردنية كمنارة للأمل، تشع بضوئها في دروب الظلام، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نقف وقفة إجلال وتقدير، ليس فقط للاحتفال، بل للتفكير في مسيرة الصحافة الأردنية، وما حققته من إنجازات، وما تواجهه من تحديات.
حرية الصحافة في الأردن ليست مجرد شعار، بل هي مسؤولية عظيمة، تتطلب الشجاعة والنزاهة والمهنية، إنها تعني القدرة على نقل الحقائق بشفافية، ومواجهة التحديات بكل جرأة، والوقوف في وجه كل من يحاول طمس الحقيقة، إنها تعني أن نكون صوت الشعب، وأن نعبر عن تطلعاته وآماله، وأن نكون العين التي ترى، والأذن التي تسمع، واليد التي تكتب.
وتشهد الصحافة الأردنية تحولًا مستمرًا، مدفوعًا بالتطورات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية والسياسية، ومن أبرز إنجازاتها، توسع نطاق التغطية الإخبارية والبرامجية، وظهور جيل جديد من الصحفيين والإعلاميين الشباب، وساهمت في تعزيز الحوار الوطني، ونشر الوعي بالقضايا المجتمعية مثل: حقوق الإنسان، والتعليم، والصحة، وبالإضافة إلى ذلك، لعبت الصحافة الأردنية دورًا مهمًا في الترويج للسياحة والثقافة الأردنية.
وتمثل الصحافة الأردنية مرآة تعكس تطورات المجتمع الأردني، ويحتاج إلى دعم شامل لتعزيز دوره في بناء مجتمع ديمقراطي ومزدهر.
وفي هذا اليوم، نتذكر أرواح أولئك الذين سقطوا في سبيل الحقيقة، شهداء الكلمة الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا لكشف المستور، نجدد العهد بالسير على خطاهم، متمسكين بقيم الصحافة النبيلة، ومؤمنين بأن الصحافة الحرة هي صمام الأمان للمجتمع.
ونؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة سامية، تهدف إلى إعلاء كلمة الحق، ونشر الوعي، ومحاربة الظلم، الصحفي هو صوت الشعب، وعين المجتمع، ولسان الحق.
فلنجعل أقلامنا سيوفًا تدافع عن الحق، وأصواتنا رصاصًا يوقظ الضمائر، لنحافظ على شعلة الأمل، ولنجعل صوت الصحافة الأردنية يتردد في كل مكان، صوتًا للحق، صوتًا للعدالة، صوتًا للمستقبل.