في لحظة نادرة تختصر كل معاني الانتماء، اعتلى جنود الجيش العربي الأردني قمة جبل "أم الدامي"، أعلى نقطة على تراب هذا الوطن، ليزرعوا هناك علمًا لا يُنكس، ورمزًا لا يُمس.
على ارتفاع 1,854 مترًا فوق سطح البحر، وتحديدًا في جنوب البلاد، في قلب الطبيعة الصحراوية الخلابة لوادي رم، اجتمع التعب والإنجاز في مشهد وطني لم يكن مجرد رفع راية، بل كان إعلانًا بصمت الجنود: "نحن هنا، نحرس الأرض، ونحمل الوطن على أكتافنا".
لم يكن اختيار جبل أم الدامي عبثيًا، فهذه القمة التي تتطلب صعودها جهدًا بدنيًا وإرادة لا تلين، تقف كرمز لصعوبة الطريق نحو المجد، تمامًا كما هو طريق الأردنيين نحو رفعة وطنهم. جبل يلامس السماء، لكنه متجذر في الأرض، كما هي عزيمة من ارتقوه.
وتزامن الحدث مع يوم العلم الأردني، ليكون بمثابة رسالة رمزية بأن علم المملكة لا يرتفع فقط في السماء، بل في ضمير كل جندي، وفي وجدان كل أردني.
الملفت أيضًا، أن هذه القمة ليست فقط محطة جيولوجية، بل أصبحت مرصدًا فلكيًا ومنطقة جذب للعلماء وعشاق الطبيعة، حيث السماء قريبة بما يكفي لتشعر أن النجوم تتنفس من حولك.
هناك، على ذلك العلو، وقف الجنود بصمت، احترامًا للعلم وللتاريخ، ولأرواح الشهداء الذين غابوا عن الساحات لكنهم ما زالوا حاضرون في كل نبضة وطنية.
وهكذا، كتب الجيش العربي الأردني اليوم سطرًا جديدًا في كتاب الانتماء، بمداد الصمت والموقف، لا الخطاب والكلا