من المعروف لدينا جميعًا ، نحن مجتمع المعلمين والمعلمات في وزارة التربية والتعليم، أنه لا يمكن لك أن ترتقي في وظيفتك ، إلا إذا حصلتَ على مؤهلٍ تربوي يعينك على ذلك، وصولًا إلى المراكز القيادية في الميدان التربوي ومراكز المديريات ، كالإدارة المدرسية، والإشراف التربوي ، ورؤساء الأقسام ، أو إذا كنتَ ممن يطمح بأن يصبح معلمًا متميزًا ، يمتلك استراتيجيات التعليم الحديث ، والتي من خلالها تصنع بصمتك الخاصة بك في التدريس ، لتفتح لك أبواب شتى في المدارس التي تريد.
ومن المعروف لدينا أيضًا ، بأن وزارة التربية والتعليم ، كانت تبعثُ على نفقتها الخاصة ، بعض المعلمين والمعلمات ، لدراسة المؤهلات التربوية العليا ( كالدبلوم والماجستير ) ، إلا أنها توقفتْ عن تلك البعثات ، تزامنًا مع توقف بعض الجامعات الحكومية من طرح برامج الدبلوم العالي فيها ، ما شكل ذلك بعض العرقلات أمام الطموحين منا.
ومن هنا ، جاءت فكرة طرح برنامج الدبلوم العالي في التربية ، لدى بعض الجامعات الخاصة ، لتساهم هي أيضًا في دفع عجلة التعليم والإرتقاء به ، ولكونها مؤسسات علمية تندرج ضمن الجامعات التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
سأتحدث هنا عن تجربتي الشخصية كمعلم طموح ، أريد أن يكون لي بصمة أنفرد بها عن غيري في العطاء المعرفي ، الممزوج بمهارات التدريس الحديثة ، والتي تواكب العصر وما يلازمة من ثورة رقمية وانفجار معرفي في شتى المجالات ، والذي يتناسب وواقع الطلبة الذي تراه عين عقلي لا عين رأسي ، لأكن لهم ملهمًا ومساعدًا ومرشدًا في تعلمهم للحياة. ولأنافس أيضًا على الوظائف القيادية إن أُتيحتْ لي الفرصة مستقبلًا.
وعندما قررتُ الالتحاق ببرنامج الدبلوم العالي في التربية ، قمتُ بالتواصل المباشر مع كافة الجامعات الخاصة التي طرحت برنامج الدبلوم، وبعد المقارنة الحثيثة بين تلك الجامعات ، قررتُ الإلتحاق بجامعة إربد الأهلية للأسباب التالية :
أولًا : اسم الدبلوم الذي ستحصل عليه بعد التخرج ( الدبلوم العالي في التربية ) ، والذي يشمل بداخله فن الإدارة والإشراف معًا ، ومن هنا أنت كمعلم في الميدان التربوي ، ستنماز عن غيرك عند مقابلتك للّجان من خارج الأردن ، وفي الوقت ذاته ، ستنافس عليه ضمن الوظائف القيادية ، علمًا بأن الجامعات الأخرى ، تطرح هذا الدبلوم تحت مسمى ( إدارة مدرسية أو تربوية) ما يجعل تعاقدك مع الخارج غاية في الصعوبة.
ثانيًا : عدد ساعات الدبلوم ( 27 ) ساعة فقط، علمًا بأنه قد طرح في الجامعات الأخرى بواقع ( 30 ) ساعة ، ما يشكل عليك أعباءً مادية أنت بغنىً عنها.
ثالثًا : رسم الساعة المعتمد ( 50 ) دينار أردني للساعة الواحدة ، تدفع بالأقساط الميسرة حسب امكانيات الطالب ، وهذا الرسم منافسًا للجامعات الخاصة والحكومية ، بينما في الجامعات الأخرى ، تبدأ رسوم الساعة ابتداءً من ( 55 ) دينار للساعة الواحدة.
رابعًا : رسوم التسجيل الفصلية والتي تقدر ب ( 275 ) دينار أردني ، متساوية مع الجامعات الأخرى تقريبًا.
خامسًا : خدمة المواصلات المجانية المؤمنة ذهابًا وإيابا ، علمًا بأن باقي الجامعات الخاصة تأخذ رسم إضافي مقداره ( 150 ) دينار.
سادسًا : امكانية الدراسة على مدار فصلين متتاليين ، بواقع (12) و (15) ساعة للفصل الأول والثاني فقط ، دون الخضوع الإجباري للفصل الدراسي الصيفي ، ما يوفر عليك الجهد والوقت والمال ، وهذا ما لا تجده في الجامعات الأخرى.
سابعًا : دوام برنامج الدبلوم ،.مقسم إلى تعليم وجاهي ومدمج والكتروني ، يكون فيها الوجاهي يوم السبت فقط ، وما تبقى من الالكتروني والمدمج يتم اعطاءه على منصة مودل الكترونيًا بما يتلائم مع دوام الموظفين.
ثامنًا : يجب أن لا ننسى ، أننا ندرسُ في صرحٍ تعليمي عمره يقدر بربع قرن تقريبًا ، وليس ناشئًا فتئاً لا زال يبحث عن الشهرة ، ففيه من العلماء الذين ترفع لهم القبعات احترامًا لدماثة أخلاقهم وغزارة علمهم ، فهم القدوة الحسنة بحد ذاتها.
ختامًا : أرجو أن أكون قد وُفقت في طرحي هذا ، وأن أكون قد أوصلتُ لكم الفكرة كما يجب أن ينبغي ، مذللًا كل العقبات في طريقكم، لتواكبوا طموحاتكم باقل ما يمكن ، فما أنا إلا معلمًا من بين صفوفكم ، أشعر بما تشعرون.