مستشار جراحة الفم واللثة والاسنان من جامعة لندن بدعوة من اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين ، القى الدكتور عبد الفتاح البستاني بمشاركة مع الكاتبة قمر النابلسي محاضرة تتعلق بثقافة الاهتمام بالصحة الجسدية والذهنية والنفسية للانسان حيث ذكر الدكتور بستاني:
بان الثقافة الصحية ضرورة نحتاجها في حياتنا المعاصرة، انطلااقا من حقيقة راسخة ان الصحة والتنمية مرتبطان عضويا... حيث لا يمكن للتنمية ان تتم دون عنصرها الاساسي وهو الانسان السليم جسديا وعقليا ونفسيا... البعض من الناس يعتقدون انهم في غنى عن مراجعة الطبيب او طبيب الاسنان...!! او عن تناول الدواء ، او عن اخذ الحيطة بالنسبة لمضار بعض الاغذية الواجب تجنبها...!! والبعض من الناس يتجاهلون اهمية النظافة الشخصية في البدن والسكن ويتعاملون مع البيئة بالضرر والاهمال...!! والكثير من الناس يدخنون مع علمهم بمضار التدخين الاكيدة على الرئة والقلب ... والبعض منهم يتناولون المشروبات الكحولية او يتعاطون المخدرات مع علمهم الاكيد بتأثيرها المدمر على الصحة الجسمية والنفسية وربما العقلية...!!! ان جميع ما ذكرته يقع ضمن العادات السيئة التي يكتسبها الانسان خلال حياته منذ الطفولة وعلى مدى العمر كله... والعادات هي ممارسات يومية من صنع البشر يمكن ان تكون جيدة وبناءة تعيش فينا لتخدمنا طيلة حياتنا: كالنظافة والنظام والاتقان والصراحة والرياضه والتغذية الصحية واحترام الاخرين... وغيرها من الامور البناءة ، غير ان بعض العادات يمكن ان تكون سيئة وهدامة : كالفوضى والادمان على التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات... واهمال الصحة العامة والكذب والنميمة وهدر الوقت بما لا يفيد ... وغير ذلك من الامور المدمرة. ان الانسان الذكي هو القادر على التكيف مع متطلبات الحياة ، وهو القادر على استبدال العادات السيئة بأخرى جيدة والبناء عليها لتصبح ممارسات عادية وسهلة... وبذلك فان ثقافة الاهتمام بالصحة وبالسلوك الاجتماعي تكتسب اهمية بالغة في حياتنا.
وباعتقادي ان مقومات الحياة الصحية الثلاث هي الامتناع عن التدخين، والالتزام بالغذاء الصحي البعيد عن الدهنيات والسكريات قدر الامكان ، وممارسة الرياضة والنشاط البدني المناسب لكل عمر من اعمارنا.
تحدث بعد ذلك المحاضر بالتفصيل عن اهمية الالتزام بعناصر الحياة الصحية الثلاث التي تم ذكرها.
انتقل بعد ذلك الدكتور بستاني للحديث عن ثقافة الاهتمام بالصحة الذهنية والقدرات العقلية للانسان... حيث ذكر بأن التقدم في العمر يولد تغيرات جسدية وذهنية ثقيلة، نتيجة التراجع في امتصاص البروتين والنقص في انتاج الخلايا...اضافة الى تصلب الشرايين التاجية للقلب.
والشرايين المغذية للدماغ، مما يؤثر سلبا على صفاء الذهن ويمهد لتراجع الذاكره ومهارات التفكير... الامر الذي ربما يؤدى الى الدخول في مرحلة من الخرف او الزهايمر.
ولتجنب ذلك كله يتوجب على الانسان الحفاظ على صحة الدماغ والقدرات الذهنية، بالتزام الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والنشاط البدني ... والاهتمام بالمطالعة الجادة وحضور المحاضرات والمؤتمرات، والحفاظ على علاقات الصداقة والتواصل الاجتماعي... وعلى من يمارس المهن الحرة ان لا يتقاعد عن الغمل مهما تقدم به العمر، بل عليه ان يستمر في عمله على ان يقلص ساعات العمل بما يتفق مع قدرته الجسدية... كما ان ممارسة رياضة التأمل واليوغا وبعض الهوايات الذهنية جميعا مفيدة لصحة الدماغ.
وانتهى الدكتور بستاني الى القول بأن صحة الانسان خلال حياته تعتمد على ركيزتين اساسيتين هما: صحة الجسم الجسدية، وصحة العقل الذهنية ...وكلاهما يدعم الاخر.
واما الركيزة الثالثة فهي الصحة النفسية التي تحدثت عنها الكاتبة قمر النابلسي، حيث اوضحت بأن للصحة النفسية للانسان تأثيرات هامة على صحة الجسم كله... وان تمتع الفرد بمستوى سوك عاطفي واجتماعي سليم ...وقدرته على التعامل مع البيئة المحيطة به ، وقدرته على التفكير المنطقي، والعملي والانتاج والتمتع بحياة فعالة ... جميعها تعتمد على صحته النفسية ...وذلك بالعمل على ادارة التوتر والقلق والضغوطات النفسية في حياتنا، وتحديد مصادرها والعمل بحكمة في التخلص من اسبابها... والحفاظ على التوازن من خلال اسلوب حياة صحية .