كنا في رحاب البترا، صولجان الأمة الشاهق، الطالعة من العزم والإرادة والمكر العبقري. البترا، التي صمدت في وجوه الغزاة و ردّتهم على عقابيلهم خاسرين خاسئين.
كنا في أحضان البترا، الحسناء الأردنية العربية الفاتنة النايفة. شاهدناها تعجُّ بالزوار، يفدون إليها والغبطة تسبقهم، من كل أرجاء الكون.
شاهدنا، نحن فرقة «اعرف وطنك أكثر تحبه أكثر»، التي يكرّس اعضاؤها طاقاتهم، للتعرف على أسرار بلادنا والتمتع بجمالها، شاهدنا أبناء الأردن وبناته، الذين يدركون دور البترا، المتلهفين إلى تقرّي أسرارَها والتمتع بإعجازها، يتقاطرون إلى أفيائها، قوافل فرحٍ وزهوٍ، في حجٍ وطني، يبشّرنا بأن بترانا قد أخذت تسترد ألقها وتستعيد مكانتها.
ويطمئننا إلى أن هذه المعجزة العمرانية العربية، والأعجوبة العالمية المرموقة، تَدرجُ الآن على درب التعافي العاجل التام، وجود المبدع الخبير الدكتور سليمان الفرجات في دكّة قيادة التخطيط والعمل والكفاح الضاري، من أجل أن تعاود البترا الصعود إلى الذرى والأعالي.
وتحقق اهدافها بدقة، برامجُ وزارة السياحة وهيئة التنشيط، التي يشرف على تدعيمها وتطويرها، كفاءات وطنية محترفة خبيرة، ذات تجارب ناجحة، يقف في مقدمتها وزير السياحة نايف الفايز ومدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات.
ومن ضمن ما اثبتت برامج تنشيط السياحة فعاليتها، التذكرة الموحدة التي هي الباقة المثلى لزيارة الأردن، وتتضمن دخولا مجانيا لما يزيد على 40 وجهة سياحية، بما فيها البترا وجرش و وادي رم.
لقد خبت و كبت دُررُ السياحة العالمية، بفعل ضرورة التباعد وإجراءات العزل والبروتوكولات الصحية، التي اقتضت دواعي السلامة والتعافي تطبيقها، ومنها السياحة الأردنية، التي كانت في طليعة قطاعات دعم الاقتصاد الوطني.
المواطنُ هو الفاعل الأكبر، والداعم الأهم للقطاعات الوطنية كافة، ومنها السياحة، منجم الأردن المتزايد المتعاظم غير القابل للنفاد.
ولذلك نفرح فرحا غامرا، عندما نرى جموع ابناء الأردن وبناته، والسواح الأجانب، يملأون سيق البترا إلى «فرعته».
لقد أسهم برنامج «أردنا جنة» إسهاما فائقا في تعريفنا ببلادنا ودعم مواقعنا وسياحتنا.