بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة /أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية
مرّت القضية الفلسطينية بمراحل ومسارات عديدة منذ لحظة قيام دولة إسرائيل مروراً باتفاقية أوسلو عام 1993، وقبل ذلك هناك المبادرات المتلاحقة العالمية والدولية والإقليمية التي طُرحت وتطرح الآن على شكل مشاريع لتسوية القضية الفلسطينية وإيجاد حلول لها تهدف إلى تخفيف حدة الصراع العربي الإسرائيلي وإحلال السلام في المنطقه العربيه والقضاء على بؤر التوتر والحرب في المنطقه، فالصراع العربي الإسرائيلي ما زال يُشير إلى التوتر السياسي والصراعات العسكرية والنزاعات بين عدد من البلدان العربية وإسرائيل... وحالياً تمر القضية الفلسطينية وبحكم طبيعة الصراع مع الإستعمار الصهيوني العنصري الإحلالي المدعوم من الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق ترامب بمرحلة من أخطر المراحل التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر محاولة فرض صفعة القرن الفاشلة، وادماج الكيان الصهيوني بالجسد العربي من خلال توسيع دائرة التطبيع مع الدول العربيةحيث أصبح التطبيع مع إسرائيل وباءً يجتاح الدول العربية بهدف ترسيخ وادامة الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي للأراضي الفلسطينية ومصادرة وإنكار حقه الأساس بتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف .شهدت هذه المرحلة المفعمة بالأحداث مشاريع مختلفة لتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي تعددت مشاربها ومضامينها، ولكن ظل التأثير الأمريكي هو الأقوى، وتصوراته هي الأكثر حضوراً في ترتيبات الأوضاع في المنطقة.
أن التسويات على مر التاريخ وخاصة في الصراعات الكبرى أو المعقدة فيها مقدار من الربح والخسارة لكل الأطراف؛حيث تلعب التوازنات الدولية والإقليمية وموازين القوى الدور الفعّال والمؤثر في مخرجاتها وبنودها؛ فعلى الصعيد العربي فإن أغلب الموازين والتوازنات وبكل المقاييس للأسف لا تصب في مصلحتنا. فقد ضيعنا كل الفرص المتاحة في ظل التوازن الدولي عندما كان الاتحاد السوفيتي حليفاً للعرب والقضية الفلسطينية،فرفضنا كل مشاريع التسوية. فبعض المحطات التاريخية والسياسية المهمة التي مرت بها القضية الفلسطينية والتي أثرت جذرياً على مسارها ومآلاتها الراهنة، فلقد تجاوزت القضية الفلسطينية عشرات المبادرات ومشاريع التسوية والسلام كان مصيرها الفشل، منذ أن بدأت الهجرة الصهيونية الى فلسطين وإلى يومنا هذا ، والسبب انه منذ أن أقام العدو الصهيوني كيانه عام 1948 على أرض فلسطين وكل التسويات السلمية لم تتحدث عن إزالة الكيان الصهيوني الغاصب، وإنما كانت تضمن بقائه وتمدده في فلسطين، وإعطائه الشرعية على معظم ما اغتصبه، وكانت كافة مشاريع التسوية السلمية تعكس حالة استسلام الطرف العربي الضعيف إلى الطرف الصهيوني الأقوى، ومعاهدات بين كيان محتل غاصب، وبين شعب مقهور مشرد... فجوهر القضية الفلسطينية هو ان الوجود الصهيوني في فلسطين حالة استعمار واغتصاب بالقهر والقوة، وليس نزاع بين بلدين متجاورين، لذلك فإن أي مشروع تسوية لن يكون عادلاً مهما حصل الفلسطينيون فيه على مكاسب، لن تضمن لهم استعادة كامل حقوقهم في أرضهم وسيادتهم عليها وخروج الغاصب المحتل منها، وأي حل يمكن أن يقبل به العرب او الفلسطينيون تحت أي ظرف سيكون حلاًّ مؤقتاً، وسيزول بزوال مسبباته، ضعفهم وقوة عدوهم، ولن يُطفئ روح التفجير والمقاومة لدى الاجيال الفلسطينية القادمة طالما النساء الفلسطينيات يُنجبن مقاومين ومشاريع شهداء ، فالشعب الفلسطيني ليسوا جالية صغيرة، بل شعب عربي فلسطيني يمتلك مقومات وطنية قومية خاصة به، مرتبط بأرضه ، ويمتلك أيضا مرجعيات سياسية وحقوق ثابتة تتمثل بقرارات الأمم المتحدة، وخاصة قراري التقسيم 181 والعودة 194، وستذهب كافة مشاريع التسوية السلمية منذ مشروع (بيل) لتقسيم فلسطين عام 1937 مروراً بقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ومؤتمرات القمة العربية حتى مؤتمر البحرين وصفقة ترامب وإعلان إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة عن ضم الضفة الغربية وغور الاردن إلى السيادة الإسرائيلية، فظهر متغيراً جديد غاية في الخطورة الآن يتمثل في موجة حركة التطبيع مع الكيان الذي اقتحم المشهد ليزيد من تعقيدات الحسابات والترتيبات الأخرى، بالإضافة إلى ما يتعلق بتوجه اسرائيل لضم غور الأردن وشمال البحر الميت كجزء من سياسة التوسع في نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على السيطرة....وكلها هذه المبادرات ذهبت وستذهب بأذن الله الى سلة المهملات.
تواجه القضية الفلسطينية اليوم منعطفا خطيرا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وخاصة ما نتج عن السياسة الأمريكية في عهد ترامب من أثار القوة من غطرسة الكيان الصهيوني إتجاه الفلسطينين والقدس. فكان كل ما يرد من واشنطن بعد وصول إدارة ترامب من مواقف وتوجهات سياسية تجاه القضية الأولى في الشرق الأوسط ينبئ بأن سنين عجاف تنتظر الشعب الفلسطيني والحقوق العربية خاصة أن هذه التغييرات الخطيرة في السياسية الامريكية تسقط في بيئة فلسطينية وعربية مزرية لم يمر مثلها على هذه القضية.
إن جذور الصراع العربي الإسرائيلي مرتبطة في ظهور الصهيونية والقومية العربية قرب نهاية القرن التاسع عشرحيث ينظر الفلسطينيين إلى الإقليم باعتباره وطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه لآلاف السنين، في المقابل يعتبر اليهود بأنهم وعدوا بهذه الأرض وفقًا لنصوص في التوراة، وفي السياق الإسلامي، فإنها أراضي إسلامية، وقد نشأ الصراع الطائفي بين اليهود والعرب الفلسطينيين في أوائل القرن العشرين، وبلغ ذروته في حرب واسعة النطاق في عام 1947 تخلله حملة تطهير عرقي وتهجير كبرى للفلسطينيين من قراهم ومدنهم، وتحول إلى الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في مايو 1948 عقب إعلان قيام دولة إسرائيل.
حقيقة لم اعثر على تعريف مناسب لمفهوم تسوية الصراع، لكل أو معظم أطراف الصراع في الشرق الأوسط، فكل دولة من الدول السائرة في مسيرة السلام تستخدم تعريفا مختلفا، وداخل كل دوله تتعدد التعاريف بتعدد المواقف السياسية والمصالح الفئوية الاقتصادية والدينية.
التسوية هي عند البعض تعني تهبيط الصراع أو تهدئته، وعند بعض آخر صورة من صور نظم الأمن الإقليمي، أي حالة يتجمد عندها الصراع ويتوقف فيها استخدام العنف الشامل المتبادل، وعند بعض ثالت هي السلام. ولا يجد السياسيون المنشغلون بالتسويه غضاضه أو حرجا في التعامل مع التسوية آخذين تارة بهذا التعريف وتارة بتعريف آخر، وربما يفسر هذا السلوك جانبا من جوانب الإحباط أو التردي في الوضع العربي عامة. وجانبا من جوانب حال التشاؤم لدى شعوب المنطقة، وخصوصاً القطاعات المؤثرة فيها إزاء مستقبل الاستقرار والسلام في المنطقه.
صحيح أن الاتفاقيات والمعاهدات يحررها قادة يرحلون، وفي النهاية ماهي إلا ورق وحبر، إلا إنها تبقى شاهداً أساسيا على حال ظلم أو حال ضعف ، وهي تصنع السلام وتنشر مزاجه وتضع توجهاته وميوله بين الشعوب إذا كانت حقاً نجحت في إزالة مصادر الصراع ووضعت اسساً عادله وشامله لسلام حقيقي، أو تصنع الفوضى والعنف والإرهاب، وتدفع إلى التطرف والقلق، إذا قننت الظلم وزيفت التاريخ ورسمت ونفذت خرائط جديدة.
وعلى الرغم من رفض الخطة الأميركية للسلام المسماه بصفقة القرن باعتبارها تتناقض مع الإجماع الدولي وتتجاهل القانون الدولي وتنتهك المتطلبات الأساسية للسلام العادل والدائم، كما إنها تدمر الحقوق المشروعة للاجئين الفلسطينيين...فهنآك تحديات كبيرة تهدد الأمن القومي العربي نتيجة تعسّر ولادة الوحدة العربية اتجاة الأخطار التي تحيق بالأمن القومي العربي.. فما زالت الولادة للأسف تزداد عسرا ، فلا تستطيع أي دولة أن تحافظ على أمنها القومي بدون اللجوء إلى التحالفات مع قوى أخرى او التفاهمات للمساعدة في تعزيز الأمن القومي عند الضرورة...
فالمؤامرة على العالم العربي أخذت تتعمق نتيجة الضعف الذي جعل الآخرين يتآمرون علينا...لذلك لا بد من التخطيط للخروج من هذا النفق المظلم...وبناء مجتمع وليس تجمعات سكانية، فقد عمل الغرب على العرب من خلال نظرية المؤامرة في زرع جسم غريب في الجسم العربي..وإبقاء العرب مفككين ومجزيئن.....والعمل على عدم تمكين العرب من امتلاك التكنولوجيا الحديثة، فالغرب يريد الأمة العربية والإسلامية في حالة مرضيه مستعصية حتى يبقى يبع لها الدواء ، وفقيرة حتى يبع لها الغذاء ، ومتحاربة حتى يبع لها السلاح ، ومقسمة حتى يضمن له البقاء.المؤامرة الكبرى التي شنّها الغرب الاستعماري على الأمة العربية، والتي أثمرت عن تجزئة وانقسامات وخلافات ومنازعات بين الأقطار العربية فيما بعد. ومن هنا فإن إسرائيل لا ترغب بالتفاوض مع العرب بشكل جماعي ومن خلال الجامعة العربية لأنها ترغب التفاوض بالتفرد بالعرب لكونها هي الأقوى....فالقوة التفاوضية للدولة ينبع من قوتها العسكرية والاقتصادية فكلما كانت الدولة أقوى كلما كان مركزها أقوى هكذا نقرأ المشهد السياسي بين الكيان الصهيوني والعرب حاليا...
فيبدو المشهد العربي قاتِماً في أبعاده المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتتبدّى مظاهر الإعياء والكهولة على جسد غالبية الانظمة, التي يفتقد معظمها قراره السيادي وضمور الخيال السياسي لمُعظم نُخَبِه. وتظهر بوضوح علامات الفُرقة والانقسام وانعدام الثقة بين الانظمة العربية. كما تُجسّد الجامعة العربية في بعض تجلياتها هذا الوهَن العربي المقيم الذي ينعكس ضمن امور اخرى في انتشار العدد الهائل من القواعد العسكرية الاجنبية على اراضيها وفي التبعية السياسية والإقتصادية والمالية لقرارات ورغبات عواصم الغرب. ما يدفع للاعتقاد بل الجزم اننا أمام حالة غير مسبوقة من الإنحطاط العربي،تأزم سياسي وتردي اقتصادي واحتقان اجتماعي الذي لا يمكن الخروج منه إلاّ باستعادة بعض مفاهيم ومصطلحات و«أحلام» المراحل السابقة, في التحرّر وامتلاك القرار السيادي الوطني وفي إعادة الإعتبار لمفهوم الحد الأدنى من الأمن القومي العربي والعمل العربي المُشترَك, رغم كل ما لحِق بهذه المعاني والأحلام السامية من تشويه.
من قراءتي للواقع العربي الراهن يبدوا لي أننا أصبحنا أمام وضع عربي خالي من الفكر الإبداعي سببة مأزق الحضارة العربية والسبب يعود إلى الخلافات العربية والتخلف العقلي الذي أوصل المؤسسات العربية القومية إلى مرحلة العجز والغيبوبه السياسية التي تحتاج لتدخل جراحي ثقافي وسياسي عاجل حتى لا تفاجئ بإصابة النظام العربي بالشيخوخة المبكرة . فالوضع العربي اليوم بحاجة إلى جراحة عميقة تعيد له توازنا وهيبه واحتراما بين الأمم...والسعي لامتلاك قوة ردع فعالة لتغير ميزان القوى في الشرق الأوسط لصالحها..
لقد سعت القوى الغربية مع الكيان الصهيوني لطمس المعالم الرئيسية للهوية الثقافية والحضارية والسياسية العربية-الإسلامية ، من خلال تغيب معالم كل من العروبة السياسية والعروبة الثقافية، لصالح خلطة جديدة عديمة اللون والطعم والرائحة ، غير أنه يبرز من ثنايا الخلطة عنصر يهودى ثقافي وسياسي لا يغيب ، وإن فقل صهيوني. حيث أن الإنسان العربي يجد راحته في كلمة مؤامرة، فمنذ أكثر من مئة عام والصهيونية العالمية والغرب ...بريطانيا ..وعد بلفور 1917 ثم الولايات المتحدة الأمريكية على الخصوص وهم يقولون وبأعلى صوتهم ويعملون على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ويذكرونكم كل يوم بهذا الهدف المعلن ..نريد فلسطين ارضا بلا شعب وأنتم جميعا تعلمون ذلك..أين وجه المؤامرة .
لذلك يجب النظر في التحديات المشتركة التي تواجهنا في المنطقة، والأزمات القائمة وضرورة العمل على إيجاد حلول مناسبة بما يحقق عدم التدخل في شؤون الدول العربية، وحيز الأمن القومي العربي سواء في الدول الإقليمية أو دول أخرى، وضرورة إيجاد الحلول السلمية لكل التحديات والتطورات التي تُعاني منها المنطقة في الوقت الراهن. وأن نفوت تحقيق أهداف الحركات الصهيونية التي تركز على إيجاد نزاعات وصراعات دولية تساعد على تعطيل الانتباه لإيجاد حلول للنزاع العربي الإسرائيلي وذلك لتعطيل الحل السلمي.
فأخذت إسرائيل بتغيير استراتيجيتها حيث اتجهت للعزف على وتر التفرقة والانشقاق في وحدة الأمة العربية وعدم الاستقرار في بلادنا من خلال زرع الفتن وتأجيج الصراعات بين الأقطار العربية بهدف اضعافهم ...وقداستغلت إسرائيل هذه الصراعات بالتوسع في بناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وخاصة في القدس لكي تفرض سياسة الأمر الواقع على العرب وخاصة الفلسطينيين. من خلال قراءة الوضع الحالي للصراع، حيث تقوم السياسية الإسرائيلية على الثوابت التالية.
* العمل على إحداث الخلافات والصراعات والنزاعات بين الشعوب والأمم غير اليهودية وتسهيل طرق تسليحها مع إيجاد الدوافع والأسباب والمبررات لإشعال نار الفتنة الطائفية بينها بقصد تدميرها واضعافها وإحداث الانقسام في ما بينها ، وهذا الخريف العربي دليل على ذلك.
* إحياء روح الطائفية والعنصرية والقومية الاثنية والعشائرية داخل البلد الواحد.
* إسرائيل لديها مفاتيح كبيرة ..وترى أن الحرب اليوم لها أفضل من الماضي.
* إسرائيل لا تؤمن بالقوانين ولا بالشرعية الدولية ضاربه بها عرض الحائط محاولة كسب الوقت لتغيير المعالم ومنها تغيير الوصاية الهاشمية على مقدساتنا في القدس الشريف.
* تعي إسرائيل تماما أن العامل العددي سيظل إلى جانب العرب وستعمل على تعويضه بالتركيز على التقدم والتوسع في عامل متغير هو العلم والتكنولوجيا ، ولأنه عامل متغير اي يمكن اكتسابه علينا أن نركز علية بالمقابل لأهميته في ربط المصالح الاقتصادية المشتركة بالسياسة.
* لاتتردّد اسرائيل عن تجاوز كل المُحرّمات من اجل انْ تتقدم خطوة في تنفيذ هدف ، تحسبه و تعّده استراتيجي.
لذلك يجب العمل على وضع خطط استراتيجية لأمتنا وإلا سنكون من ضمن خطط الآخرين يخططوا لنا بما يخدم مصالحهم الحيوية..
إن حضارتنا الإسلامية العربية كانت في بداياتها من أرقى الحضارات البشرية، لأنها كانت تعظم قيم المعرفة والعمل ولأسباب كثيرة لا يتسع المجال للحديث عنها إنحرفنا عن الطريق الصحيح، فاحيانًا لا نحتاج لتغيير مخططاتنا لننجح ، بل تغيير زواية منظورنا للأشياء لكي ننجح.
من هنا اعتبر الفلسطينيون الخطوات الأميركية الاخيرة، خروجاً على مقررات الشرعية الدولية ومجلس الأمن التي تعتبر القدس الشرقية منطقة تحتلها إسرائيل، ولا يجوز المس بطابعها القائم قبل الاحتلال، أو تغيير وضعها الجغرافي والسكاني.هذا التهتك السياسي الاميركي والعداء العنصري المكشوف الذي أعلن عنه ترمب في عهد إدارته السابقة ضد المهاجرين العرب والمسلمين بمن فيهم اعضاء الكونغرس نساء ورجالا يضع نهاية حتمية لأي جهد سياسي محايد او موضوعي ، ممايتطلب اعادة النظر في اية اتفاقيات ثنائية بين العرب والكيان الصهيوني خاصة التي جرى توقيعها بإشراف اميركي. واي افق بعد هذه المعطيات يمكن ان ينفتح غير افق المواجهة غير المتكافئة!.
ومن هذا المنطلق نرى كيف كان ترامب في أيام حكمه يتحدى كل الدول العربية والإسلامية والقمم الإسلامية ومعاهدات السلام وحقوق الفلسطينيين والشرعية الدولية والامم المتحدة ومجلس الأمن والعالم بأسره.ليعلن سلب القدس من فلسطين وأن تكون عاصمة إسرائيل الأبدية وقام بنقل سفارة بلاده للقدس إيذانا بالاعتراف بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وقال سنقف مع إسرائيل بالترسانة الصاروخية وبدعم 30 بليون دولار للقضاء على غزة والفلسطينيين.
المشروع الصهيوني اليوم لا يمكن مقاومته الا بمشروع مثله وبنفس الأدوات التي يستخدمها لازم يكون هناك مشروع مقاومة وثقافة مقاومة تزرع في نفوس أبنائنا ليكونوا أعمدة بناء وتحرير لمقدساتنا...
لقد كان الموقف العربي من اعلان الرئيس الأميركي السابق ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس خجولا ، فقد تميزت المواقف العربية بالصمت ، صمت القبور ، ولا حراك سياسيا ولا بيانات ادانه او تنديدات حتى اللفظية منها المكرسة عادة للاستهلاك المحلي ، وهذا الصمت يفسر بالتواطؤ والعجز الناتج عن التبعية السياسية لمركز صنع القرارات في العواصم الغربية....
متطلبات السلام الحقيقي الجاد يتطلب صناعة وحرفية ودبلوماسية عالية قوامها الرعاية الدولية والعزيمة نحو ضرورة إيجاد الحل الذي يرضي جميع الأطراف. لذلك فأننا نقول حول أزمة الواقع السياسي العربي... بتوجيه نداء إلى كل القوى الإجتماعية والسياسية الحية في أمتنا العربية، وخاصة إلى ضمائرها من كافة المشارب الأيديولوجية،لكي تتواصل وتتحاور سيما في ظل-ما يسمى بإشراقات الربيع العربي، لكي تصوغ مشروعا حضاريا عربيا جديدا،يقطع مع كل مظاهر التخلف والتشرذم والإنحطاط ويؤسس بالتالي لنهضة عربية خلاّقة.
إنني على يقين أنّ طلائع وضمائر هذه الأمة ستضطلع بمسؤوليتها المقدسة من أجل بقاء الأمة،ومن أجل مستقبل أفضل لأنفسهم ولأبنائهم وأحفادهم.فإذا أرادوا…فلابد أن يستجيب القدر خاصة إذا توفرت الإرادة السياسية والقيادة الرشيدة في توحيد جهود الأمة العربية والإسلامية نحو الوحدة والتعاون المشترك بما يحفظ الكرامه الإنسانية للمواطن العربي .وهذا ما يثبته يوميا الشعب الفلسطيني بمقاومته المشرقة ونضاله الباهر من أجل رفع رأية العرب من جديد رغم التحديات الجسام التي تواجههم...
لقد أختار المفاوضون العرب بكل الرضا أو تحت الضغط الخارجي أن يتظاهروا بالقبول بتعريف الدول الغربية وإسرائيل لعبارة السلام العادل والشامل.. فالسلام العادل والشامل هو هذا الوضع الذي يتفق عليه ويسعى للوصول إليه أطراف متصارعه في أي زمن وأي مكان، أما السلام المفروض الآن كالسلام الاستعماري أو أي سلام بين قوى غير متكافئة فهو سلام غير عادل وغير شامل أي هو ليس سلاما، وربما يحتاج بالفعل لتبرير قيامه إلى وصفه بالعادل والشامل، إذا لا مغزى من وراء الاصرار على وصفه بالشامل والعادلة سوى أن السلام في مفهوم الأطراف الساعية إليه ليس سلاماً، وإنما ترتيب معين، وفي الغالب ترتيب مؤقت، لتغيير شكل أو جوهر أو أولوية بعض العمليات الصراعيه.
لا يكون السلام سلاما عادلا وشاملا إلا إذا توصل المتصارعون إلى صيغة لإزالة مصادر الصراع، وإذا لم يتوصل المتصارعون إلى هذة الصيغة فمن العبث الحديث عن بقية شروط تحقيق السلام العادل والشامل، مثل التغيير في الميول والاتجاهات، واستعداد الطرفين لمقايضة اهداف أخرى وإيقاف النزيف.
إن اقتناع كل الأطراف بأن السلام العادل والشامل يتحقق على أساس مبادلة اهداف فرعية أو اهداف حديثة في الصراع، يعني أن هذه الأطراف اختارات السلام بمنطق تسوية الأمر الواقع كبديل عن السلام بمنطق إنهاء الصراع، وهذا الأختيار لن ينهي الجدل الصاخب في شأن مصادر الصراع، وبالتالي لن ينهي الجدل في شأن عدالة وشمول تسويات الأمر الواقع. ونعرف الآن أن السلام الذي تدعو إليه إسرائيل كان دائما مرادفا لتسوية وضع قائم في حينه وليس إنهاء صراع. ولا نستطيع أن نزعم أن الأطراف العربية في أي مرحلة من مراحل تطور الصراع، وبالذات منذ بدأ الحديث عن سلام عادل وشامل، كآنت مجمعه على ربط السلام بإزالة مصادر الصراع أي بتفكيك الدولة الإسرائيلية وعودة اليهود إلى مواطنهم الأصلية.
المهم فى استراتيجية إسرائيل أن يبتعد الصراع قدر الإمكان عن مصادرة الاوليه، بحيث يبدأ التفاوض دائما عند أحدث نقطة في الزمن وابعد نقطة في المكان.
لم يكن كل الأطراف العربية الراغبة في التوصل إلى تسويات على نفس الدرجة من الحماسة، إذ كانت تحدث تطورات تدفع دولا عربية نحو فتور في حماستها وسعيها لتحقيق تسويات تعود بعدها وفي ظل تطورات أخرى إلى التحمس فتشجع الوسطاء للتدخل. فبعض الدول العربية التي كانت لها تأثير في قضايا المنطقة أصبحت منهمكة أكثر في قضاياها الداخلية، كذلك لم يكن الإسرائيليون دائمي الرغبة الجادة والحماس الصادقة في السعي لتحقيق تسويات، وإنما كانوا يسعون إلى تعظيم قوتهم التفاوضية ولو باللجوء إلى الحرب، مطمئنين معظم الوقت إلى أن الظروف الدولية والإقليمية غير مواتية لتحقيق تسويات سلميه، أي تحقيق اتفاقيات وترتيبات أعلى درجة من الترتيبات والاتفاقيات التي أنشأت نظما امنيه بين إسرائيل وجاراتها، لذلك يمكن أن تكتفي جميع الأطراف بالنظم الأمنية التي نشأت بين إسرائيل وبعض العرب، ولو أن تطورات متعددة حدثت في المنطقة وفي العالم أدت إلى أن هذه الدول، واحدة بعد الأخرى ودرجات متفاوتة شعرت بالحاجة إلى رفع مستوى التسوية من المستوى الأمني إلى مستوى أعلى.
ومن الآليات التي أثبتت فعاليتها في الانتقال بتسويات الصراع العربي الإسرائيلي من مستوى إلى مستوى عملية تغيير الميول والاتجاهات وتدعو الموضوعية إلى الاعتراف بأن تغيير الميول والاتجاهات لم تكن مقصورة على الجانب العربي من الصراع. بعد هذا الضياع والتسويف فأن الأمه فقدت كثيرا من نقاط تميزها ولم تكسب نقاط جديدة، وسادت حال من الرداءة والابتذال وسوء الإدارة وانحسار ثقافة المقاومة ، وعدم الكفاءة في الأداء السياسي والاقتصادي، وانتشرت فوضى اجتماعية وبدأ يتسرب إلى العقل العربي أن إسرائيل أصبحت المركز الوحيد في الشرق الأوسط..
نعترف أمام أنفسنا أولاً أن في الصراع جوانب أخرى لم تتناولها التسويات السلمية، وهي جوانب على كل حال لا تسويها اتفاقيات ولا حلول وسط ولا توجد فيها مشكلات مفاهيميه، بالصراع الثقافي الحضاري لا يمكن تسويته تسوية شامله ولا عادله حسب التعريف الذي هيمن خداعا على التسويات التي تمت حتى الآن، وكذلك وإن بدرجات أقل الصراع الاقتصادي، وصراعات المكانه والزعامه في المنطقه. هذه الصراعات لا تسويها اتفاقيات أو تسويات تتم في إطار مفهوم الشرعية الدولية أكثر مفاهيم العصر تشنها وتناقضا واشدها استخفاف بالعقل العربي وبالحكومات العربية. فنعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تطلبان من الدول العربية الموافقة على إلغاء عدد من القرارات التي صدرت في الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية من عمر الصراع، ونعرف أن مناقشات عربية جرت حول الموضوع، وهناك حكومات عربية لا تمانع، فالقرارات الدولية كالقوانين والدساتير الداخلية وضعت لتخرق أو تمزق، ونشعر أن الرغبة الأمريكية الإسرائيلية ستتحقق وستلغى الجمعية العامة قرارات هي في الحقيقة المضمون الوحيد لمفهوم الشرعية الدولية الذي تبني عليه قانونيا ورمزيا كل التسويات التي تمت حتى الآن .
فمثلاً الكونغرس الامريكي الذي كان يحاول تدارك مخاطر صفقة القرن، وانقاذ اسرائيل الدولة المحتلة من الزوال المحقق مستقبلا اذا تم فرض صفقة القرن بالقوة، لا شك انه توصل الى نتيجة حتمية بأن مخاطر تطبيق الصفقة على اسرائيل لا تقل عن مخاطرها على القضية الفلسطينية، لانها باختصار تؤجج الصراع وتضاعف حالات العدا والكراهية ضد الكيان المحتل، وتطيل امد الصراع في المنطقة، وتبقي اسرائيل هدفا دائما للضرب والازالة بصفتها قوة احتلال، اي ان المشروع الذي يناقشه الكونغرس ينقذ اسرائيل قبل ان يحقق طموح الفلسطينيين والعرب...نعم إن سبب الصراعات في المنطقه واندلاع الأزمات عدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من ٧٣ عاما. إن أحد أسباب ما آلت إليه الأوضاع العربية بكل مستوياتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية هو السبب المتمثل بتفاقم الأزمة الفكرية وتراجع الفكر النهضوي عن مواقعة المتقدمة بالاضافة إلى فشل جهود التنمية وتفكك الصف العربي وزادت صور التبعية وحلت مصادر الخلافات والعصبيات الأثنية والمذهبية والطائفية محل مصادر التنوع والاثراء....
ومن هنا بقيت معوقات تسوية القضية الفلسطينية
من القضايا العالقة في هذا الشأن هو وجود
العديد من المعوقات التي تقف عائق أمام تسوية القضية الفلسطينية وتحول دون قيام دولة فلسطينية مستقلة لتكون وطناً رسمياً للفلسطينيين، ومن هذة المعوقات مايلي..
أولاً. وجود المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتوسع في إصدار القرارات الجديدة لبناء مستوطنات جديدة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، مع ان المجتمع الدولي ينظر إلى المستوطنات على أنها غير شرعية وأكبر عقبة في طريق السلام.
ثانياً. مشكلة القدس..
ثالثاً. مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والعودة إلى وطنهم.
رابعا. مشكلة تقسيم المياه بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
خامساً. مشكلة التطرف الصهيوني.
إن المطالب الصهيونية متشددة ومتصلبة ولا يمكن أن تكون أساسا لصلح أو سلام قد يتم بين أطراف الصراع ، لأن الفلسطينين ومعهم العرب يرفضون ما تريده الدولة الصهيونية، لتناقضه مع الحق الفلسطيني ، لهذا لم تتمخض مشاريع التسوية الصهيونية المطروحة عن نتائج إيجابية يمكن الإعتماد عليها في إحلال السلام في المنطقه العربيه ومنح الشعب العربي الفلسطيني حقه المشروع بسبب تناقض وجهات النظر الفلسطينية والصهيونية.
الأردن في طلائع المدافعين عن فلسطين والقدس ويسعي لاتخاذ قرارات من خلال الشرعية الدولية ترتقي إلى مستوى الأحداث لتكون نقطة مهمة في الجهد الدولي العادل لحماية القدس، فموقف الأردن في الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ليست ردة فعل على حدث معين وانما سياسة ثابتة تنخرط بشكل يومي في الدفاع عن الوضع القانوني للمقدسات في القدس....فالدفاع عن القدس ومقدساتها هي امانة حملها الهاشميون وهم قائمون عليها خير قيام، ونسأل الله ان يوفقهم في وقف حملات التطرف المحمومة من الجهات اليهودية التي تحاول بكل الوسائل الخبيثة المس بهذه المقدسات... وهم أهل لذلك نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء.وستبقى القدس والأقصى عمق الصراع مع الاحتلال وتبقى القدس وفلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين واليها تشد الرحال ، ومهما طال الزمن او قصر فتحرير القدس والأقصى آتٍ آتٍ وهو امر الهي.
وفي الختام نقول كما أن هناك مشاريع تطرح لتسوية القضية الفلسطينية كلها قائمة على إنقاص الحقوق الفلسطينية... فأن هناك مشاريع شهادة تولد كل لحظة من أبناء الشعب الفلسطيني المناضل .....
ورغم هذا النضال والتضحيات التي روت أرض فلسطين بالدماء الطاهرة وبقيت قناديل مشعة بألوان العلم الفلسطيني وتنادي بأعلى الأصوات بأن الأرض الفلسطينية تسرق والمسجد الأقصى يدنس وينتهك، إلا انه
لا توجد أية مؤشرات على أن هناك مستقبلاً عربياً أفضل ، فمعظم الجروح العربية نازفة وملتهبة وتستعصي على الشفاء ، وأي مستقبل لمجتمعات لم تعد تعتبر نفسها مجتمعات وطنية بل مكونات اجتماعية ، تنقسم على أساس الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق.
بعد ارتفاع وتيرة الاستقواء على عالمنا العربي من قبل الأطراف الضعيفة والقوية على حد سواء.
أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بأرضه وسيدافع عنها، مستنكراً الموقف الانبطاحي لنظامي الإمارات والبحرين بالتطبيع مع الاحتلال مما سيزيد من عربدة هذا الكيان الصهيوني في سلب المزيد من الأرض وتشريد أهلها... وفتحت الأبواب أمام الصهاينة ليتوحشوا بالمزيد على الحقوق الفلسطينية والأرض الفلسطينية، وليستمروا في عمليات النهب والقتل وهدم البيوت والاستهتار بشعب فلسطين...
لقد حان الوقت لباقي العالم أن يتحدث أيضاً ضد النفاق والمعايير المزدوجة و السرطانات الأيديولوجية في التعامل مع الشعب العربي الفلسطيني.
التطبيع مع إسرائيل إستعمار جديد، والاستعمار الجديد هذا من منجزات النظام العربي الذي نتحول على أثره إلى مستعمرات تخدم المصلحه الصهيو - أمريكيه.. ما نشهده اليوم هو انقلاب في الخط السياسي في دول الخليج العربي بالتوجه والرغبة بعقد اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني، حيث ثمة من يرى في الخطوة الإماراتية مخاطر للقضية الفلسطينية، خاصة أنها تخالف مواثيق الجامعة العربية وتنسف مبادرة السلام التي أعلنتها السعودية في قمة بيروت في 2002، وفق تعبيرهم.
من نتائج التطبيع مواصلة الاحتلال مشاريعه الاستيطانية التي تكشف أكاذيب المطبعين معه
حيث أن مصادقة حكومة الاحتلال على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، وتكشف هذه الإجراءات كذبها في ما يتعلق بوقف مخطط الضم. "مصادقة الاحتلال على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة، يعكس الأكاذيب التي روجتها الأطراف الموقعة على اتفاقيات التطبيع، فيما يتعلق بوقف مخطط الضم مقابل التطبيع. مثل هذه القرارات الاستيطانية تؤكد حجم الجريمة التي ارتكبها من وقع اتفاقيات تطبيع مع هذا الكيان الاستعماري من أن اتفاقات التطبيع مع الاحتلال، ستشجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني ، فالتطبيع العربي شجع الاحتلال على الاستمرار بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية.وقد كشفت أحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية "القناة السابعة" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو وافق على المصادقة على أكثر من 5000 وحدة سكنية، بعد تجميد التخطيط والبناء في الضفة الغربية ، حتى لا يعرض اتفاقيات السلام مع الإمارات والبحرين للخطر". نعم نقول بأن من الأقوال التي خلدها التاريخ بأن الأوطان لا تموت من ويلات الحروب ، لكنها تموت من خيانة أبنائها....
وفلسطين ستبقى قلب الأمة العربية العظيمة وروح الامة الاسلامية الأبية مهما تأمر عليها المتأمرين، لأن هناك أطفال تولد رجال للشعب الفلسطيني ولهم مشاريع ومتقنين لغة الكفاح والنضال تكسرت عليها جبروت الآله العسكرية الصهيونية.....
ونقول اخير بأن الأزمات والصراعات والحروب توحد الشعوب التي تسعى لتقرير المصير وكرامتها، إلا إنه ما زال الموقف العربي خجول لغياب الروافع العربية والإسلامية والمسيحية والدولية الجادة لدعم المشروع الوطني الفلسطيني لتوجيه جوهر الطاقة الهائلة للشعب الفلسطيني بأن يتركز على المقاومة وتنمية ثقافة المقاومة لدى الأجيال لتخلص من الاحتلال وليس على العيش وإدارة الحياة تحت الاحتلال..فالأزمات تعتبر شرارة الحروب أيضا والتي ينتظرها الأقوياء لتحقيق مصالحهم وهذا ما تسعى إلية إسرائيل مستغله قوتها ودعمها من الغرب لتحقيق أهدافها ضمن مشروعها الاستيطاني في ظل الضعف العربي والاختراق الذي يتعرض له، فالجسم الضعيف هو بالضرورة جاذب لكل الأمراض لذلك تجاوزت أسهم الاختراق الجسم العربي والتحكم بأنظمته.
وفي النهاية نتسأل بحرقة زائدة يا ترى لو توحدت الزعامات العربية وخاصة الزعامات الفلسطينية بدلاً من الانقسام على أن يكون هدفهم وهمهم الوحيد هو فلسطين والقدس وليس الكراسي والمليارات في الحسابات الخاصة هل يجرؤ الخنازير الصهاينه على إقتحام الأقصى وتدنيسه؟!! ورغم ذلك لا تحزنوا على القدس، القدس باقية رغم أنف الجميع ولكن احزنوا على حال الامة وما وصلت إليه من ضعف..لقد مر على ارض القدس الكثير من الغزاة هم ذهبوا والقدس بقيت صامدة شامخة طالما هناك فلسطينيات يلدن أبطال ومعهم مشاريع للشهادة لتبقى شمس فلسطين ومقدساتها وأهلها باقية كشواهد على عظمة هذا الشعب الفلسطيني العريق وحضارته وثقافته..