مَمۡدُوحُ عِزَّتِ ٱلۡبَرِّي

فِي زَمَنٍ تَتَعَالَى فِيهِ ٱلۡأَصۡوَاتُ ٱلۡاِسۡتِفۡزَازِيَّةُ، كَانَ آخِرُهَا تَصۡرِيحَاتُ رَئِيسِ ٱلۡوُزَرَاءِ ٱلۡإِسۡرَائِيلِيِّ بِنۡيَامِين نِتَنۡيَاهُو ٱلَّتِي حَمَلَتۡ نَبۡرَةً تَوَسُّعِيَّةً تَمَسُّ أَمۡنَ ٱلۡأُرۡدُنِ وَٱسۡتِقۡرَارَهُ، بَرَزَ ٱلۡمَوۡقِفُ ٱلۡأُرۡدُنِيُّ – قِيَادَةً وَشَعۡبًا – فِي أَبۡهَى صُوَرِ ٱلتَّمَاسُكِ وَٱلصَّلَابَةِ. هَذِهِ ٱلتَّصۡرِيحَاتُ لَمۡ تُقَابَلۡ بِٱلصَّمۡتِ، بَلۡ رَدَّتۡ عَلَيۡهَا ٱلدَّوۡلَةُ ٱلۡأُرۡدُنِيَّةُ بِمَوۡقِفٍ رَسۡمِيٍّ حَازِمٍ، وَأَكَّدَ ٱلۡأُرۡدُنِيُّونَ، بِكُلِّ أَطۡيَافِهِمۡ، وُقُوفَهُمۡ صَفًّا وَاحِدًا خَلۡفَ جَلَالَةِ ٱلۡمَلِكِ عَبۡدِ ٱللَّهِ ٱلثَّانِي ٱبۡنِ ٱلۡحُسَيۡنِ ٱلۡمُعَظَّمِ، دِفَاعًا عَنِ ٱلسِّيَادَةِ وَٱلۡكَرَامَةِ ٱلۡوَطَنِيَّةِ.

رَدُّ ٱلۡفِعۡلِ ٱلشَّعۡبِيُّ كَانَ بِمَثَابَةِ ٱسۡتِفۡتَاءٍ عَلَى ٱلۡوَلَاءِ، إِذۡ تَوَحَّدَتِ ٱلۡعَشَائِرُ، وَٱلۡكَوَادِرُ ٱلۡعَسۡكَرِيَّةُ وَٱلۡأَمۡنِيَّةُ، وَٱلۡمُتَقَاعِدُونَ ٱلۡعَسۡكَرِيُّونَ، وَٱلۡهَيِئَاتُ ٱلشَّعۡبِيَّةُ وَٱلنِّقَابِيَّةُ، عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ: "لَنۡ يُمَسَّ ٱلۡأُرۡدُنُّ وَلَنۡ يُفَرَّطَ بِذَرَّةٍ مِنۡ تُرَابِهِ”. وَبِصِفَتِي مُتَقَاعِدًا عَسۡكَرِيًّا، أَعِي تَمَامًا أَنَّ قُوَّةَ ٱلۡأُرۡدُنِّ لَا تَكۡمُنُ فَقَطۡ فِي سِلَاحِهِ، بَلۡ فِي ٱلۡتِفَافِ شَعۡبِهِ حَوۡلَ قِيَادَتِهِ، وَهُوَ مَا يُشَكِّلُ دِرۡعًا مَنِيعًا أَمَامَ أَيِّ تَهۡدِيدٍ.

مِنۡ بَيۡنِ ٱلۡعَشَائِرِ ٱلۡأُرۡدُنِيَّةِ ٱلَّتِي كَانَ لَهَا صَوۡتٌ وَاضِحٌ وَمُؤَثِّرٌ، بَرَزَتۡ عَشِيرَةُ ٱلۡبَرِّي ٱلَّتِي أَعۡلَنَتۡ عَبۡرَ بَيَانَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ وُقُوفَهَا ٱلۡمُطۡلَقَ خَلۡفَ جَلَالَةِ ٱلۡمَلِكِ. وَجَاءَتۡ كَلِمَاتُهُمۡ حَاسِمَةً: رَفۡضٌ قَاطِعٌ لِأَيِّ مَشَارِيعَ تَمَسُّ ٱلسِّيَادَةَ ٱلۡأُرۡدُنِيَّةَ أَوِ ٱلۡقَضِيَّةَ ٱلۡفِلَسۡطِينِيَّةَ، وَتَأۡكِيدٌ أَنَّ ٱلۡأُرۡدُنَّ لَيۡسَ وَطَنًا بَدِيلًا. هَذَا ٱلۡمَوۡقِفُ لَمۡ يَكُنۡ مُجَرَّدَ بَيَانٍ، بَلۡ هُوَ تَعۡبِيرٌ عَنۡ إِرۡثٍ عَشَائِرِيٍّ مُتَجَذِّرٍ فِي ٱلۡوَلَاءِ وَٱلۡاِنۡتِمَاءِ.

أَكۡتُبُ ٱلۡيَوۡمَ بِصِفَتِي مُتَقَاعِدًا عَسۡكَرِيًّا وَٱبۡنًا لِعَشِيرَةٍ أَصِيلَةٍ، مُؤَكِّدًا أَنَّ ٱلۡاِنۡتِمَاءَ لِهَذَا ٱلۡوَطَنِ لَيۡسَ شِعَارًا بَلۡ عَهۡدًا، وَأَنَّ خِدۡمَةَ ٱلۡعَلَمِ ٱلَّتِي أَدَّيۡتُهَا لَمۡ تَنۡتَهِ بِخُرُوجِي مِنَ ٱلۡخِدۡمَةِ، بَلۡ تَتَجَدَّدُ كُلَّ يَوۡمٍ فِي ٱلدِّفَاعِ بِٱلۡكَلِمَةِ وَٱلۡمَوۡقِفِ وَٱلۡفِعۡلِ عَنِ ٱلۡأُرۡدُنِّ وَقِيَادَتِهِ.

يَبۡقَى ٱلۡأُرۡدُنُّ، بِقِيَادَتِهِ ٱلۡهَاشِمِيَّةِ وَشَعۡبِهِ ٱلۡوَفِيِّ، سَدًّا مَنِيعًا أَمَامَ أَيِّ تَهۡدِيدٍ. وَمَا بَيۡنَ ٱلۡوَلَاءِ ٱلۡعَشَائِرِيِّ، وَٱلۡاِنۡتِمَاءِ ٱلۡعَسۡكَرِيِّ، وَٱلتَّلَاحُمِ ٱلشَّعۡبِيِّ، يَظَلُّ صَوۡتُنَا وَاحِدًا: "عَاشَ ٱلۡأُرۡدُنُّ، عَاشَ ٱلۡمَلِكُ، وَعَاشَتۡ رَايَتُنَا عَالِيَةً خَفَّاقَةً