فواز الخريشا     

                

 ارغب ان يطلع القارئ الكريم على فكرة مهرجان جرش والدور الوطني المشرف للجيش العربي الباسل في تحقيق الحلم الذي أصبح حقيقة.. بمناسبة اختتام مهرجان جرش للثقافة والفنون-  ارغب ان ابين الدور الوطني والمشرف للجيش العربي في تحقيق فكرة مهرجان جرش. ففي ٢١ تموز عام ١٩٦٢ قام جلالة الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه وبمعيته رئيس الوزراء دولة الشهيد وصفي التل ومدير دائرة الاثار العامة الدكتور عوني الدجاني بزيارة إلى اثار جرش حيث اطلع جلالته على الوضع المتردي بما يسمى (اثار جرش).. حينها صدرت توجيهات الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه إلى القوات المسلحة الباسلة ليقوم سلاح الهندسة الملكي ب (العمل الوطني) لمساعدة دائرة الاثار العامة (بالبحث والتنقيب) عن الاعمدة الضخمة والتيجان المزخرفة العديدة المطمورة في باطن الارض من جراء الزلازل في سنين خلت والعمل على اخراجها وترميمها ونصبها بشكل آمن وامين وبكل فخر واعتزاز فقد صدر الامر لي من قائدي المرحوم المهندس اللواء عبد الهادي المجالي للمشاركة الفعالة بالرجال والاليات.. وقد استمرينا بالعمل الوطني هناك ١٨ شهرا وكان العمل متعبا لدقته ومضنيا وشاقا لشدة الحذر. ورغم حرارة الشمس المرتفعة في الصيف والبرد القارص والثلوج في فصل الشتا فقد تمكن نشامى سلاح الهندسة الملكي وفريق دائرة الاثار العامة من الكشف السريع عن (جميع) الأعمدة الضخمة والتيجان المزخرفة الجميلة الساحرة المدهشة حيث تم نصبها في الاماكن الحالية بشكل أمن وامين.. واثناء عملنا الشاق زارنا دولة رئيس الوزراء آنذاك المرحوم الشهيد وصفي التل ومدير دائرة الاثار العامة حيث أعجب دولته بدقة وسرعة العمل.. وطلب دولته مني نقل ونصب عامود فخم وتاجه المزخرف في منتصف الجزيرة الواقعة امام سوق الصاغة في وسط مدينة عمان. حيث تم نصب العامود وتاجه المزخرف بشكل أمن وامين. وقام المرحوم الحاج محمد علي بدير مدير عام شركة الكهرباء آنذاك بتسليط الانوار الساطعة المدهشة الكهربائية وأصبح العامود كأنه لؤلؤا منثورا وتسابق الخطاب والعرسان لالتقاط الصور التذكارية بجانبه.  مهرجان جرش للثقافة والفنون.