ذاكرة الميكروفون والكاميرا: سلسلة يومية عن إعلاميي الإذاعة والتلفزيون الأردني...الحلقة الاولى
صلاح أبو زيد : مؤسس الإعلام الرسمي الأردني
يُعد صلاح أبو زيد من أبرز الشخصيات في تاريخ الإعلام والسياسة الأردنية، ومن روّاد العمل الثقافي في المملكة. وُلد في مدينة إربد عام 1925، وبدأ مسيرته المهنية مبكرًا، حيث التحق بالبريد الأردني ثم عمل في وزارة المعارف (التربية والتعليم لاحقًا) منذ عام 1943.
يُعتبر أبو زيد من مؤسسي الإذاعة الأردنية، وكان أول من صدح عبر أثيرها بعبارة "هنا عمّان". عمل في مبنى الإذاعة الذي تأسس في جبل الحسين عام 1956، حيث قدّم برامج سياسية جريئة تصدّت للمد الناصري الذي كان يحظى بتأييد شعبي واسع، ونجح في مواجهة الحملات الإعلامية القادمة من إذاعة "صوت العرب" عبر خطاب تعبوي مؤثر.
كان له دور محوري في استقطاب عدد من المذيعين والمعدين المميزين، من بينهم: طارق مصاروة، جورج حداد، محمود الشاهد، عائشة التيجاني، هند التونسي، ونهى بطشون.
في مجال الفن، ساهم بشكل مباشر في إطلاق الأغنية الأردنية الحديثة، وكان وراء دعم ورعاية عدد من الفنانين الذين أصبحوا رموزًا فنية، مثل: سميرة توفيق، عبده موسى، توفيق النمري، سلوى، إسحق المشيني، وجميل العاص. كما أقام علاقات وثيقة مع فنانين عرب بارزين مثل فيروز والرحابنة، وتبنى إقامة مهرجانات غنائية، وكتب بنفسه عدة أغنيات من أبرزها "ربع الكفاف الحمر". كما أولى المسرح الأردني اهتمامًا خاصًا وكان راعيًا للشأن الثقافي في المملكة.
شغل أبو زيد منصب مدير عام إذاعة عمّان، ثم مدير عام الإذاعة الأردنية، كما ترأس دائرة المطبوعات والنشر.
تقلد صلاح أبو زيد عدة مناصب وزارية مهمة منذ ستينيات القرن الماضي:
أول وزير للإعلام عام 1964.
وزير الثقافة عام 1967.
وزير الخارجية بين عامي 1972 و1973.
وزير الثقافة والإعلام بين عامي 1974 و1976.
كما تولى وزارة السياحة والآثار لفترة.
في المجال الدبلوماسي، عُيّن سفيرًا للأردن في المملكة المتحدة في فترتين، الأولى عام 1969، والثانية بين عامي 1976 و1978.
توفي صلاح أبو زيد عام 2024 عن عمر ناهز 99 عامًا. وقد نعاه رئيس الوزراء بشر الخصاونة واصفًا إياه بأنه "أحد رجالات الأردن البارزين"، وأشاد العديد من السياسيين والمثقفين بدوره الكبير في بناء الدولة الأردنية الحديثة، خصوصًا في مجالي الإعلام والثقافة.
أفاد مقربون منه أنه كتب مذكراته، التي وثقت تفاصيل حياته السياسية والثقافية، إلا أنها لم تُنشر لأسباب خاصة.