في زحمة الحياة وضغوط العمل وتراكم المسؤوليات، يقف البعض عند أول عقبة وكأنها نهاية الطريق. يتراجعون، يتقاعسون، ويتحول طموحهم إلى رماد، لا لشيء سوى أنهم استسلموا لأفكارهم القاتلة.
كم من شخص أوقفته مشكلة عابرة عن الاستمرار؟ وكم من طموح وئد بسبب همٍّ ثقيل أو عثرة بسيطة؟ الحقيقة أن التفكير المزمن – حين يتحول من أداة تحليل وتخطيط إلى دائرة مغلقة من القلق والتردد – يصبح عدوًا صامتًا للإنجاز والتطور.
في العمل، كما في الحياة، لا مكان للجمود. عقلك يجب أن يكون أداة بناء، لا هدم. وكل إنسان عليه أن يسأل نفسه: إلى أين أريد أن أصل؟ وكيف سأصل؟ هل أمتلك أساسًا صلبًا أستند عليه؟ هل أستطيع أن أبحر بسفينتي نحو الوجهة التي أحلم بها، أم سأسمح لموجات التوتر أن تغرقني؟
النجاح لا يصنعه القلق، ولا يولده الانتظار. بل هو ثمرة التصميم والإرادة، والقدرة على تجاوز الظروف لا الاستسلام لها. إن من يسجن نفسه داخل رأسه، ويدور في متاهات الخوف والاحتمالات، لا يمكنه أن يصنع غده.
اصنع نفسك. ابنِ ذاتك. اجعل من كل سقوط سلّمًا للصعود، ومن كل ألم درسًا لا يُنسى. وابدأ من جديد، كل يوم، بعقل يقظ لا مرهق، وفكرٍ منطقي لا قلق فيه، وعزيمة لا تهتز.
الحياة لا تنتظر المترددين، والعمل لا يرحم الكسالى، والتطور لا يُمنح بل يُنتزع. فكن أنت من يصنع الفرق، وكن الأفضل، لأنك تستحق.