في زمن تتعالى فيه أصوات المصالح الضيقة وتتراجع فيه مشاعر التضامن الإنساني يخرج الأردن كما عهدناه بثوبه الأصيل وبروحه النبيلة ليُرسل أبناءه من فرق الدفاع المدني والطيارين الأبطال لا ليحملوا السلاح بل ليُطفئوا نيران الغابات في أراضي الجار المنكوب.
لقد أثبتت فرق الدفاع المدني الأردني، ومعها سلاح الجو الملكي، أن الواجب لا تحدّه حدود الجغرافيا وأن الأخوّة ليست شعارات بل أفعال تُنقذ الأرواح وتحمي الطبيعة وتحرس الكرامة فمن خلال عمل أرضي دقيق ومنسّق، وإسناد جوي شجاع تمكّنت الفرق من السيطرة على الحرائق في قواطع مسؤوليتها مانعة امتداد النيران ومخلّفة أثراً من الاحترام والتقدير أينما حلّت.
في كل صورة التُقطت وفي كل تصريح خرج بدت وجوه رجال الدفاع المدني متعبة نعم، لكنها مرفوعة الرأس، وممتلئة بالعزيمة تحدّوا الرياح والتضاريس والذخائر العمياء مدفوعين فقط بإيمانهم بالرسالة، ومشحونين بروح الأردني الذي لا يتردد حين يُنادَى للواجب.
وإننا إذ نُحيي المقدم مهند العجرمي قائد واجب الدفاع المدني الأردني في سوريا ورفاقه ونشدّ على أيدي الطيارين الذين خاضوا واحدة من أكثر المهام تعقيدًا، لا بد أن نقول هذا ليس غريبًا على الأردن بلد المبادرات النبيلة والمواقف الأصيلة فالدفاع المدني الأردني، كما جيشنا الباسل ونشامى الامن العام ومؤسساتنا الوطنية الأخرى دوما ما يمثلون عنوانًا للثقة والمهنية والالتزام.
شكرًا لرجال الدفاع المدني، شكرًا لسلاح الجو الملكي، شكرًا لكل من حمل في قلبه قضية إنسانية، ومضى لأجلها دون تردّد ، شكرا لقيادتنا الهاشمية ، شكرا للأردن وأنني أفتخر دوماً أنني أردنية من بلد النشامى