قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الإثنين، إن محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس "تسير بشكل جيد"، ملمّحًا إلى احتمال حدوث تقدم ملموس قريبًا، وأضاف في تصريحات من المكتب البيضاوي: "قد يكون لدينا أمرٌ للحديث عنه قريبًا"، واصفًا الأوضاع في غزة بأنها "تسير على ما يرام".
وتأتي تصريحات ترمب بعد أسابيع من توقعه دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ خلال الأسبوع الأول من تموز، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، والتي لم تُفضِ إلى اتفاق حتى الآن.
وفي تصريح لافت، وصف ترمب الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من غزة عام 2005 بأنه "أحد أسوأ الصفقات العقارية على الإطلاق"، قائلاً: "لقد تخلّوا عن عقار مطلّ على البحر الأبيض المتوسط... وكان من المفترض أن يحقق السلام لكنه أدى إلى العكس".
وكان ترمب قد صرح في وقت سابق من قاعدة أندروز بولاية ماريلاند بأنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن إسرائيل قبلت شروط اتفاق مدته 60 يومًا تم اقتراحه من قبل قطر ومصر، بينما أعربت حماس عن استعدادها للمضي قدمًا نحو الاتفاق وتبادل الأسرى.
رغم ذلك، ظلت إسرائيل تعترض على بعض تعديلات حماس، لكنها أرسلت وفدًا إلى الدوحة لمواصلة المحادثات. وتركّزت المفاوضات على الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثة مقابل هدنة مؤقتة، في حين برزت خلافات رئيسية حول إصرار إسرائيل على الإبقاء على "منطقة عازلة" تسيطر عليها داخل غزة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو يواصل التأكيد على ضرورة استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في رفح، وإقامة "معسكر تجميع"، ما وصفه رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت بـ"معسكر اعتقال"، مشبهًا إياه بمعتقلات اليهود في ألمانيا النازية.
ويؤكد خبراء أن نتنياهو يماطل لتحقيق مكاسب سياسية، ويستخدم الحرب كأداة للبقاء في السلطة، خاصة في ظل التهديدات التي يواجهها من اليمين المتطرف في ائتلافه، الرافض لأي اتفاق يُبقي حماس في الحكم بغزة. وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير حديث بعنوان "كيف يطيل نتنياهو الحرب من أجل البقاء في السلطة" عن استراتيجياته للمماطلة من خلال وثائق وتصريحات رسمية.
وتواجه المفاوضات حالياً "تعثراً" بسبب إصرار إسرائيل على خريطة انسحاب تُبقي نحو 40% من مساحة القطاع تحت سيطرتها. كما ألمح نتنياهو إلى ذلك في تصريحاته الأخيرة، حينما انتقد الإعلام الدولي، متهمًا إياه بترديد دعاية حماس، نافياً رفضه لصفقة مبعوث الإدارة الأميركية، ستيف ويتكوف.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن نتنياهو يعطّل التوصل لاتفاق حتى انتهاء عطلة الكنيست في أكتوبر المقبل، لتفادي أية خطوات قد تطيح بحكومته، في ظل تهديدات من أعضاء اليمين المتطرف بالانسحاب من الائتلاف حال تم توقيع اتفاق لا يُنهي وجود حماس.
وبينما يواصل ترمب إرسال إشارات إيجابية، يبدو أن نتنياهو يضع اعتبارات بقائه السياسي فوق أي اتفاق محتمل، ما يُعقد فرص التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.