اقيم في المكتبة الوطنية اليوم الخميس جلسة نقاشية لمناقشة رواية "بقعة عمياء " للكاتبة سميحة خريس وبحضور مدير عام المكتبة الوطنية بالوكالة الأستاذة عروبة الشمايلة بتنظيم من منتدى سيدات عمان الثقافي وشارك في الحديث عن الرواية الدكتورة مها العتوم والأستاذة إيمان ملحس.
رحبت الشمايلة بالحضور وقالت ان الكاتبة خريس شكّلت عبر عقودٍ من العطاء، صوتاً نسويًا حرًا وواعيًا، وسردًا إنسانيًا عميقًا يلامس قضايا الوطن والهوية والعدالة والإنسان.
وبينت بان الكاتبة ليست مجرد كاتبة رواية؛ إنها مدرسة في السرد، ومشروع وطني وثقافي يحمل روح الأرض، ونبض الناس، وذاكرة المجتمع واستطاعت أن تخلق لغة خاصة بها، وأن تبني عالمًا روائيًا غنيًا بالشخصيات والتفاصيل والطبقات الفكرية، وأن تكون وفية للحقيقة والجمال معًا.
واشارت الى انه في روايتها نجد التاريخ معجونًا بالحياة اليومية، ونجد المرأة حاضرة بقوة، لا كعنصر ثانوي، بل كقوة فاعلة ومؤثرة، كما نجد الإنسان في هشاشته وقوته، في صراعاته وأسئلته العميقة.
قالت د. العتوم ان الكاتبة خريس دأبت في أعمالها الروائية على التقاط النبض العميق والخفي للمجتمع الأردني والمجتمع العربي وبحدسها الروائي عبرت عن الإنسان عموما في أي مجتمع كان وفي أي زمان كان ورواية بقعة عمياء تقع في شريط متسلسل من الروايات التي نبشت من خلالها الكاتبة حياة الانسان وقضاياه المختلفة فهي عمل أدبي اجتماعي بامتياز تضع القارىء أمام مرآة مقلقة لذاته ومجتمعه في حقبة تاريخية محددة .
وبينت ان العنوان يشكل مفتاحا تأويلياً للرواية ليست فقط نقطة غير مرئية في الرؤية الحسية بل انها تشير الى المسكوت عنه رغم وجوده في المجتمع مثل قضايا المرأة والفساد وما لا يريد الناس الاعتراف به حتى عندما يكون واضحاً مثل النفاق الاجتماعي .
واشارت الى ان الرواية تتحدث عن تآكل الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية وتجري في مكان وزمان محددين ومحدودين وبشخصيات محددة تعكس الكثير من القضايا والأفكار وتطرح الأسئلة عن التحولات التي مرت بها المجتمعات العربية عموما والمجتمع الأردني على وجه الخصوص ويتمثل الإبداع في قدرة الروائية على نسج هذه الشخصيات وعلى اختيارها اختياراً محكماً