ألم نأكل من خيرها؟ ونشرب من مائها، ألم نستمتع يوماً بسفوحها وجبالها؟ ألم ننعم يوماً في بحرها ونستلقي على رمالها، ألم نرى جمال نخلها،ألم نلعب صغاراً في انهجها؟ألم نجلس يوماً على مقاعد مدارسها، ننتظر طابور خبزها ألم نبكي يوماً لفرحها أو حزنها ألم نفتخر يوماً بإمرأتها وثورتها.
في هذا اليوم التاريخيّ اعلن الأردن استقلاله الكامل وتأسست الدولة الأردنية الحديثة بقيادة جلالة الملك عبدالله الأول بن الحسين لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من البناء والتطور،وهو من ابرز الأيام الوطنية في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية،إذ يُجسد ذكرى استعادة السيادة الوطنية والتحرر من الانتداب البريطاني في الخامس والعشرين من أيار عام 1946
يوم الاستقلال ليس مجرد مناسبة وطنية نحتفل بها،بل هو شُعلة الكرامة التي أوقدها الأجداد وحملها الأبناء وفاءً وإخلاصاً للوطن والعرش الهاشمي فقد سطّر الأردنيون ملاحم من الصبر والعزيمة والإصرار على نيل الاستقلال ليكون الأردن دولة حرة مستقلة ذات سيادة تستند إلى القيم الهاشمية والروح القومية
في كل عام يحتفل الأردنيون بهذه المناسبة العزيزة برفع العلم الأردني في كل بيت ومؤسسة بكل فخر وتُقام الفعاليات الرسمية والشعبية في مختلف أنحاء المملكة
تتزين الشوارع بالأعلام والزينة وتُعزف الأناشيد الوطنية التي تملأ القلوب فخراً واعتزازاً، كما يُلقي جلالة الملك كلمة بهذه المناسبة يؤكد فيها على أهمية الوحدة الوطنية والمضي قدماً في مسيرة التنمية والإصلاح
يوم الاستقلال الأردني هو يوم تجديد العهد وتأكيد الولاء والانتماء للأردن وقيادته الهاشمية،انه دعوة لكل اردني واردنية ولكل من يحمل الهوية الأردنية للعمل بجد واخلاص من أجل رفعة الوطن وازدهاره والحفاظ على منجزاته التي تحققت بفضل وحدة الشعب وقيادته الحكيمة.
وفي الختام تبقى الأردن مملكة الهواشم قصيدة عشقٍ تغنى بها كلُ من رآها لوحة فسيفساء زُركشت بألوان الوفاء رُسمت بسواعد رجالها بفزعة أهلها بِدلة القهوة الفواحة وعجيبتها البتراء يا مملكة الحضارات يا تاريخاً كُتب في وادي رم،في جرش،في سما السرحان، في جبال الكرك،في طبيعة عجلون والصحراء الجنوبية في ارض الجليلةِ عمان
يا تاريخاً ينساب في نهر طاهر تعّمد فيه المسيح ،الأردن مملكة العجائب والمعجزات،ارض النشامى تلك التي احتضنت من تعثرت بهم الدروب مُلمات كانت او خطوب