تجدد في قلوب الأردنيين إشراقة شمس الخامس والعشرين من أيار مشاعر الفخر والاعتزاز بذكرى عيد الاستقلال. فهو محطة تاريخية عظيمة نستعيد فيها قصة كفاح شعب وإصرار قيادة، أثمرت عن قيام دولة مستقلة ذات سيادة على أرض الأردن المباركة.
ويوم الاستقلال هو يوم الأردن الحديث، بعد سنوات طويلة من التطلع للحرية والخلاص من الانتداب. ففي مثل هذا اليوم من عام 1946، أعلن جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، طيب الله ثراه، قيام المملكة الأردنية الهاشمية دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. وقد كان مليئًا بالتحديات والعقبات؛ لكن الإيمان بالوطن والرغبة الصادقة في بناء مستقبل مشرق كانت أقوى من كل الصعاب والتحديات.
إن ما يميز قصة استقلال الأردن أنها ليست مجرد نهاية حقبة من الانتداب، بل بداية مسيرة بناء وتطوير. فمنذ ذلك الحين، والأردن يخطو بثبات نحو التقدم في كل المجالات، محافظًا على هويته العربية الأصيلة ومبادئه الهاشمية السمحة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله ورعاهما.
عيد الاستقلال هو فرصة لنتذكر التضحيات الجسام التي قدمها الأجداد والآباء في سبيل هذا الوطن. إنها دعوة صادقة للتأمل في الإنجازات التي تحققت، وفي الوقت نفسه، حافز لنا جميعًا لمواصلة العمل والعطاء. فبناء الأوطان لا يتوقف عند حدود زمنية، بل هو عملية مستمرة تتطلب تكاتف الجهود وتعزيز الانتماء.
وفي هذا اليوم المبارك، نرفع رؤوسنا فخرًا بالراية الأردنية التي ترفرف عاليًا، ونعاهد قيادتنا الهاشمية الحكيمة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، على أن نظل الأوفياء للعهد، عاملين بجد وإخلاص ليبقى الأردن واحة أمن واستقرار وتقدم، وليبقى صوت حق وعدل.
دمت يا أردن حرًا عربيًا شامخًا بقيادتك الهاشمية الحكيمة.