في الخامس والعشرين من أيار، يتزيّن الأردن بالرايات، وتنبض القلوب اعتزازًا بوطنٍ كتب استقلاله بمدادٍ من العزة والحكمة والإرادة. في هذا اليوم العظيم من عام 1946، أعلن الأردن تحرره من قيد الانتداب، وانطلقت أولى خطواته كدولة عربية مستقلة، تحمل راية المجد وتخطّ طريق الكرامة. إنه ليس يومًا عاديًا، بل شهادة تاريخية على أن الشعوب لا تُقهر إذا امتلكت روح الإيمان والعزيمة.
من المؤسس إلى المعزز... قيادة تصنع المجد
توالت صفحات البطولة منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، إلى الملك طلال صاحب الدستور، ثم الباني العظيم الملك الحسين، وصولاً إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي حمل الراية بعزم وإصرار، وبنى الأردن الحديث على أسس من القوة والاعتدال والانفتاح. قيادةٌ هاشميةٌ جعلت من الأردن وطنًا يحترمه العالم، ومأوى للأحرار، ومنارة للحكمة والسلام.
الجيش العربي... درع الاستقلال وسيف الكرامة
ما كان للاستقلال أن يترسّخ لولا بطولات الجيش العربي المصطفوي، الذي لم يكن حارس الأرض فقط، بل حارس الهوية والكرامة. في اللطرون وباب الواد والكرامة، سُطرت ملاحم خالدة بأحرف من دم وشرف. أبناء الجيش الأردني ما زالوا حتى اليوم يقفون على الثغور، بعين لا تنام وقلب لا يعرف الخوف، ليحفظوا أمن الوطن ويصونوا استقلاله.
القدس... العهد والوعد
وفي يوم الاستقلال، لا ننسى القدس، التي كانت وستبقى في قلب كل أردني وهاشمي. فالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ليست مجرّد مسؤولية تاريخية، بل عهد شرف يتجدّد كل يوم. وجلالة الملك عبد الله الثاني لا يدّخر جهدًا في الدفاع عن القدس، هويتها، ومكانتها كعاصمة أبدية لفلسطين، وكرمز للمقدسات والكرامة العربية.
الأردن... وطن نبنيه بالحب ونحميه بالوحدة
استقلالنا ليس محطة نحتفل بها فحسب، بل مسيرة نعيشها في كل مدرسة تُشيّد، وكل شاب يصنع مستقبله، وكل مزارع يزرع الأمل. هو يوم نجدد فيه عهدنا أن نبقى على خطى من سبقونا: مخلصين، متحدين، رافعين الرأس مهما عظمت التحديات.
في عيد الاستقلال، نكتب بأرواحنا قبل أقلامنا:
كل عام وأنت بخير يا أردن المجد... يا أرض العزم وأهل العزم... يا وطن لا يعرف الانكسار، لأن شعبه من الفخار وقيادته من نور.