تمرّ الدولة الأردنية بمرحلة هي بأمسّ الحاجة فيها إلى أشخاص يملكون حقيقة الانتماء لهذا الوطن، وولاءً صادقًا للقيادة الهاشمية الحكيمة. أشخاص يؤمنون أن الانتماء لا يُقاس بالشعارات، بل يُترجم إلى عمل جاد وخدمة مخلصة. ومن أبرز هذه النماذج الوطنية، معالي يوسف العيسوي، الذي أولاه جلالة الملك عبدالله الثاني ثقته بتعيينه رئيسًا للديوان الملكي الهاشمي، لما رأى فيه من حكمة في الإدارة، وهدوء في القرار، وصبر في المتابعة، وقرب من الناس، وهي كلها من صفات النبلاء الذين يحملون همّ الوطن والناس في قلوبهم.
اختيار جلالة الملك لم يكن قرارًا إداريًا فحسب، بل كان رسالة بحد ذاته، تؤكد حرصه الدائم على أن يكون رأس الديوان الملكي رجلًا ميدانيًا، حاضرًا بين الناس، قادرًا على تحويل التوجيهات الملكية إلى أفعال وقرارات يشعر بها المواطن في حياته اليومية.
ولأول مرة، نشهد هذا القدر من الانفتاح من داخل الديوان الملكي العامر، حيث استُقبل الآلاف من الأردنيين من مختلف المحافظات والمناطق، بكل احترام وتقدير، في نهج عملي يُجسّد رؤية جلالة الملك بأن يكون الديوان بيتًا لكل الأردنيين، لا حاجزًا بينهم وبين الدولة، بل صلة وصل حقيقية تليق بثقتهم وتطلعاتهم.
جلالة الملك، بهذا القرار، أراد أن يعيد التأكيد على أن العلاقة بين القيادة والشعب ليست علاقة سلطة وموقع، بل علاقة قرب ومشاركة واحترام متبادل. وهي ليست نهجًا طارئًا، بل استمرار لمسيرة هاشمية راسخة ترى أن خدمة المواطن واجب لا فضل فيه، وأمانة لا تهاون فيها.
وفي هذا الإطار، يُمثّل وجود معالي العيسوي في رئاسة الديوان ترجمة عملية للرؤية الملكية التي تؤمن بأن الإدارة لا تكتمل إلا بالاستماع للمواطن، والعمل لأجله، والوقوف إلى جانبه في كل الظروف. فالثقة الملكية لم تكن مجاملة، بل تقديرًا لرجل عرفته الدولة الأردنية مخلصًا في عمله، ثابتًا في ولائه، قريبًا من الناس، مؤمنًا بأن الوطن يُبنى بالتواصل لا بالعزلة، وبالصدق لا بالتكلف