في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، يحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال، وهو يومٌ خالد في ذاكرة الوطن، تتجسد فيه معاني الفخر والكرامة، إذ استكمل الأردن استقلاله عام 1946، وبدأ مسيرته الحرة بقيادة الهاشميين نحو بناء دولة عصرية قائمة على سيادة القانون والعدالة والتقدم.
لقد شكّل الأردن، منذ فجر الاستقلال، واحة استقرار وأمن في إقليمٍ يضج بالصراعات والاضطرابات. وبفضل قيادته الحكيمة ومؤسساته الوطنية، استطاع أن يكون صوت الاعتدال في عالمٍ تتقاذفه موجات الغلو والتطرف، محافظًا على نسيجه الوطني وتماسكه المجتمعي.
وكان للجيش العربي والأجهزة الأمنية الدور الأبرز في حماية الاستقلال وتعزيز سيادة الدولة، فهم الدرع الحصين والسند المتين، الذين قدّموا التضحيات في سبيل بقاء الأردن حراً آمناً. وما تزال المؤسسة العسكرية موضع فخر لكل الأردنيين، إذ تجسّد روح الانتماء والتضحية والوفاء.
ولم تغب القضية الفلسطينية عن وجدان الدولة الأردنية منذ نكبة عام 1948، فكانت وما تزال في صدارة أولويات السياسة الأردنية، دفاعاً عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين ودعماً لصمودهم، لا سيما في غزة التي لا تزال تواجه أبشع أنواع العدوان والمعاناة.
وعلى الصعيد التنموي، يشهد الأردن تطوراً مستمراً في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية، مع سعي حثيث لتحقيق الاستدامة البيئية ومواجهة تحديات التغير المناخي. كما يحظى قطاعا الشباب والمرأة باهتمام متزايد، انطلاقاً من إيمان الدولة بأهمية تمكين الإنسان الأردني بوصفه المحرك الحقيقي للتنمية.
أما على الساحة الدولية، فقد رسّخ الأردن مكانته كدولة ذات صوت حكيم ومتزن، يسعى للسلام ويرتكز على الشرعية الدولية، ويحظى باحترام العالم لما يتمتع به من مواقف مبدئية ودور إنساني كبير في إغاثة اللاجئين والحد من الأزمات.
في الختام، يبقى عيد الاستقلال مناسبة لتجديد العهد والولاء للوطن وقيادته، واستحضار تضحيات الآباء والأجداد، والمضي قدماً نحو مستقبل أكثر إشراقاً، مزوّدين بالإرادة والعزيمة، مؤمنين بأن الأردن سيبقى عصياً على الانكسار، شامخاً بقيادته وشعبه، وفياً لرسالته ودوره العربي والإنساني.
كل عام والأردن بخير، وطن العزة والكرامة والرسالة النبيلة.