في محراب العلم، تنحني الكلمات إجلالًا أمام القامات التي جمعت بين الفطنة والعمق، وبين التأصيل الراسخ والتجديد المنهجي، وبين الحكمة في الطرح والبصيرة في التوجيه.
ولعلّ الأستاذ الدكتور صهيب التخاينة – دون مبالغة أو تكلّف – يُعدّ تجسيدًا نادرًا لهذا النموذج العلمي الفذّ، الذي يمضي في دروب المعرفة بخطى واثقة، وعقلٍ مستنير، وقلبٍ نابض بالشغف.
لقد أرسى الدكتور التخاينة دعائم متينة في مجاله الأكاديمي، وأسهم بفاعلية في تطوير المنهج العلمي من خلال طرحه النقدي البنّاء، وقدرته الفريدة على الربط بين النظرية والتطبيق، ما جعله مرجعًا علميًا يحتذى به.
ولم تكن إسهاماته محصورة في البحث والتعليم والإشراف، بل تجاوزت ذلك إلى إلهام الأجيال، وتوسيع آفاقهم، وبثّ روح التحليل والاستقصاء في نفوس طلبته، حتى غدا اسمه مرتبطًا بالتفوق العلمي والانضباط الأكاديمي.
تميّزه لا يكمن في غزارة المعرفة فحسب، بل في أسلوبه التفاعلي الذي يُحرّك العقول، ويوقظ الفكر، ويغرس في طلابه احترام العلم، والتفاني في طلبه، والالتزام بأخلاقياته.
وإنني، من منطلق التقدير الصادق، أُسجّل للدكتور صهيب أعظم مشاعر الامتنان والاعتزاز، على ما قدّمه من علم، وما بثّه من شغف، وما زرعه من قيمٍ علميةٍ وإنسانيةٍ ستبقى ما بقي الأثر.
بارك الله في علمه، ونفع به، وجعل جهوده المباركة في ميزان حسناته.