عبيدات: الأردن نموذج في صلابة الجبهة الداخلية
ووحدة الصف الوطني
نيروز – محمد محسن عبيدات
أكد معالي الدكتور محمد طالب عبيدات، وزير
الأشغال العامة والإسكان الأسبق، خلال فعالية وطنية حاشدة أقيمت في مضافة آل طاشمان
بعنوان "الثبات بوجه التحديات: جبهة وطنية موحدة – واقع مشرّف وتطلعات وطنية"،
أن الأردن شكّل نموذجًا فريدًا في الثبات والاستقرار وسط محيط إقليمي مضطرب، بفضل صلابة
جبهته الداخلية ووحدة شعبه والتفافه حول قيادته الهاشمية.
واكد عبيدات انه في ظل ما يشهده إقليم الشرق
الأوسط من توترات أمنية واضطرابات سياسية واقتصادية متلاحقة، يبرز الأردن كنموذج استثنائي
للاستقرار، بفضل تماسك جبهته الداخلية ووحدته الوطنية الراسخة، التي تمثل الدرع المنيع
للدولة في مواجهة مختلف التحديات.
وأشار الى ان الأردن يتمتع بموقع جغرافي حساس
يتقاطع مع بؤر النزاع في فلسطين وسوريا والعراق، ورغم محدودية موارده الطبيعية، نجح
في أداء دور محوري في الإقليم، خصوصًا في دعم القضية الفلسطينية والقدس، والحفاظ على
توازنات دقيقة وسط التوترات الإقليمية.
وأشار الى ان الجبهة الداخلية الأردنية تتكوّن
من كافة مكونات المجتمع، بدءًا من القيادة الهاشمية، مرورًا بالشعب والمؤسسات والأجهزة
الأمنية، ووصولًا إلى النخب الفكرية. هذا التماسك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي مكّن
المملكة من مجابهة التحديات وصون وحدتها. والقيادة الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد
الله الثاني ابن الحسين وسمو ولي عهده الأمير الحسين، كانت وما زالت عامل توازن واعتدال،
تدير الشأن العام بمنتهى الحكمة والانفتاح، وتعمل على تعزيز اللحمة الوطنية والتصدي
لمحاولات التشكيك والتأزيم.
وبين ان الأردنيون يعيشون ضمن نسيج اجتماعي
وثقافي متنوع، لكنهم يتشاركون في انتماء صلب للدولة. لم يسمح الأردن للطائفية أو الانقسامات
بالتسلل إلى نسيجه، بل شكل تنوعه مصدر قوة ووحدة وطنية فريدة تعزز الاستقرار والولاء
المشترك. والقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية
أثبتت كفاءتها العالية في حماية أمن الوطن وحدوده، خاصة في مواجهة التهديدات المتطرفة
على حدود المملكة، حيث تشكل هذه المؤسسات صمام أمان للجبهة الداخلية.
ونوه الى ان الإعلام الأردني يلعب دورًا مهمًا
في التصدي للشائعات وحملات التضليل، ويواكب وسائل التواصل الاجتماعي في التوعية، رغم
الحاجة لمزيد من الرقابة المهنية والأخلاقية في ظل الانفجار الرقمي. ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تشمل
ارتفاع نسب البطالة وغلاء المعيشة وأعباء اللاجئين، لم تنهَر الجبهة الداخلية الأردنية،
بل ظلت صامدة بفضل وعي المواطن وثقته بالقيادة، ما عزز مناعة الدولة.
ونوه الى ان المملكة تواجه تحديات إقليمية
مباشرة، من التصعيد في الأراضي الفلسطينية، إلى تنامي النفوذ الإقليمي لبعض الدول،
وتزايد نشاط التهريب على الحدود. ومع ذلك، تتعامل الدولة مع هذه التهديدات باحترافية
ومسؤولية. والأردن يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري،
ما يشكّل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد والخدمات، لكن تعامله مع هذا الملف تميز بالمسؤولية
والإنسانية دون أن يؤثر سلبًا على تماسكه الداخلي. ويحاول البعض النيل من الأردن عبر حملات إعلامية
وفكرية تهدف لزعزعة الثقة والاستقرار، إلا أن الرد الشعبي والمؤسسي القائم على التماسك
والحصانة الفكرية أضعف هذه المحاولات. وأشار الى ان نظام التعليم الأردني أسهم في
رفع وعي المواطنين، وتعزيز مفاهيم الحوار والانتماء والمواطنة، كما لعبت الثقافة الوطنية
دورًا مهمًا في التصدي للأفكار المتطرفة والغريبة عن المجتمع الأردني.
وأشار عبيدات كذلك الى جملة من الإجراءات
لتعزيز متانة الجبهة الداخلية، من أبرزها: تعزيز العدالة الاجتماعية وتوزيع التنمية. تمكين الشباب والمرأة. مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية. تجديد الخطاب الديني ودعم الاعتدال. تطوير الإعلام المهني والتصدي للتضليل الرقمي.
وشدد عبيدات ان الموقف من القضية الفلسطينية
ثوابت لا تتزحزح، حيث يؤكد الأردن موقفه الثابت تجاه دعم حقوق الشعب
الفلسطيني ورفض التوطين والوطن البديل، والدفاع عن القدس، حيث تُمثل هذه القضية حجر
أساس في الوعي الجمعي الأردني وتعزيز وحدته. وأوضح عبيدات انه من جائحة كورونا إلى الأزمات
الاقتصادية والإقليمية، أثبت الأردنيون قدرتهم على التلاحم، والوقوف صفًا واحدًا خلف
دولتهم، بما يعكس عمق الإيمان الجماعي بالاستقرار كأولوية وطنية. ويحظى الأردن بمنظومة مؤسسات متكاملة تتعاون
في الأداء السياسي والاقتصادي والأمني، وهو ما يعزز من ثقة المواطن بالدولة، ويضفي
مزيدًا من التوازن على القرار الوطني.
وفي ختام كلمته، شدد عبيدات على أن القضية
الفلسطينية ستظل مركزية في وجدان الأردنيين، رافضًا كل مشاريع التوطين أو الوطن البديل،
مشيدًا بوعي الأردنيين الذين أثبتوا في الأزمات أنهم صمام الأمان، وأنهم شركاء حقيقيون
في حفظ أمن واستقرار الوطن.
الفعالية جاءت بتنظيم من مبادرة "ماضون"
التي أطلقها الشاب الوطني حمزة طاشمان، وشهدت حضورًا لافتًا من الشخصيات الوطنية والوجهاء
والأهالي، في مشهد وطني عكس عمق الانتماء الأردني وصدق الولاء للقيادة الهاشمية.